Saturday 15th february,2003 11097العدد السبت 14 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
الهلال لم يخفق..!!
محمد الشهري

هاتفني في أعقاب مهزلة الدوحة يوم الخميس الماضي مباشرة أحد قلة ممن اعتز كثيراً بأنهم يجدون بغيتهم في بعض ما أطرحه من جهد متواضع .. بادرني بالسؤال التالي: ماذا ستكتب عما شاهدته اليوم؟
قلت: لن أكتب شيئاً.. قال كيف ولماذا؟ قلت: لأن ما عندي قلته في مقال يوم الخميس «يوم المباراة» والذي أعربت فيه عن تشككي في قدرة هذا الفريق على تجاوز العربي رغم تواضعه .. فضلاً عما سبق أن قلته قبل توجه الفريق إلى الدوحة مباشرة تحت عنوان «الهلال خارج المنافسة» أوضحت في كلا الموضوعين حيثيات أحكامي تلك رغم ان العيوب واضحة ولا تحتاج إلى بحث معرفي للاستدلال عليها ثم ان الهلال بمن يمثلونه الان لا يستحق مجرد شغل مساحة من البياض يمكن الاستفادة منها في الكتابة عن أي موضوع آخر يستحق أن نكتب عنه .. ناهيك عن التكاليف الاخرى من جهد ووقت وخلافه من مستلزمات يجب توفيرها لما هو أهم وأحق.
هذا بالاضافة إلى انه وكما هو واضح لم يعد ضمن اهتمامات من يمثلون الهلال اليوم على مختلف مستوياتهم واختصاصاتهم ما يشير إلى احترامهم للاراء من أي نوع.. بمعنى ان الكل هناك يغني على ليلاه تماماً كالذي يمارسه نجومه على المستطيل الاخضر؟!
وحتى لو كتبت يا صديقي.. اكتب عماذا أو ماذا أو ماذا «؟!!» هل اكتب عن مدرب «متوتر» أشغلته المماحكات والقضايا الهامشية عن عمله الاساسي إلى حد انه اذا لم يجد من يتخاصم معه يعمد إلى التخاصم مع نفسه«؟!».
أم اكتب عن عرين أصبح يزود عنه «أسد عجوز» بالكاد يستطيع لملمة أطرافه إلى حد انه أضحى يستقبل الاهداف من كرات مرسلة بواسطة الهواء «؟!».
أم اكتب عن خط دفاعي لو أتيت بأحد طلاب الابتدائي لتلاعب به كيف يشاء ولحوله إلى أضحوكة «؟!».
أم عن خط وسط يمثله عمر الغامدي وربعه «ولا أقيس عليهم بشر»؟!.
أم تريد أن اكتب عن خط هجوم بعضه ينام واقفاً على طريقة الخيل.. والبعض الآخر يتعامل مع المدرجات وكأن بينه وبينها «ثأر» حيث يتفنن في ركل الكرة بكل ما أوتي من قوة بدنية إلى المدرجات في وقت لا يستدعي الموقف اكثر من ايداع الكرة داخل المرمى «؟!».
أم انك تطالبني بالكتابة عن ادارة ادارت ظهرها للفريق في يوم الحسم وتفرغت لعقد المؤتمرات ومناقشة موضوع القناة الفضائية.. في وقت كانت هي أحوج من أي طرف هلالي آخر إلى تحقيق هذه البطولة تحديداً لما يمثله ذلك من دعم مادي ومعنوي لها ولخططها وبرامجها حاضراً ومستقبلاً «؟؟!!».
علماً ان بطولة خليجي «20» لم تكن بحاجة إلى بطل حقيقي للظفر بكأسها والاحتفاظ به إلى الأبد بقدر حاجتها إلى فريق يحترم أفراده ومدربهم أنفسهم وجمهور ناديهم والشعار الذي يمثلونه ويحترمون الخصوم قبل كل شيء «!!!».
ماذا تريد يا صديقي العزيز أن اكتب عن عملاق حوّله بعض أبنائه إلى «قزم» يتسول الحظ تارة.. وينتظر ما تجود به الصدف تارات أخرى «؟!».
ثم تساءلت: كيف سيكون وضع هلالك أمام فرق الوسط والوسط المتأخر عند مواجهتها فيما تبقى من لقاءات دورية حاسمة.. ولم أتساءل عن الحال أمام فرق المقدمة ولا عن البطولة الآسيوية التي أضحت على الأبواب كون النتيجة معروفة سلفاً في ظل ما نشاهده من أداء ومن تدابير .. وأن ما حدث في الدوحة ما هو إلا احدى ارهاصات القادم من الانحدار والسقوط الذريع «؟!».
قال محدثي:: ولكن البعثة تعرضت للكثير من المضايقات المختلفة منذ أن حلت بأرض الدوحة .. فضلاً عن ان الهدف العرباوي غير شرعي بشهادة العديد من المحايدين والنقاد، في وقت كان يكفي الهلال الخروج بالتعادل للظفر بالكأس والاحتفاظ به.
قلت: وليكن .. فهي ليست المرة الأولى ولا حتى العاشرة التي يتعرض فيها لذلك النوع من المضايقات والمواقف .. كذلك ليست بغريبة أن يلاحقه التحكيم أينما حل أو رحل فقد لاحقه حتى في بلاد «هونج كونج» ومن المفترض أن يكون قد اكتسب المناعة الكافية ضد مثل هذه المؤثرات لاسيما انه عندما كان الهلال «هلالاً» بكل ما تعنيه الكلمة .. كان يتجاوز مثل تلك العثرات بالتعويض مثال على ذلك كان عندما يتعرض لأي نوع من التحرشات والمضايقات على غرار ما قام به العطية والرميحي ومن معهما أو عندما يلج مرماه أي هدف من عينة هدف «جراغ العربي» بمباركة من الحكم العماني كان الهلال يملك من القدرة والامكانات ما يقلب من خلاله الطاولة ورد الصاع صاعين دون الحاجة إلى التباكي على هذه الفرصة أو تلك لأن من كانوا يمثلونه في الميدان بكل بساطة كانوا على قدر عال من الاحساس بقيمة وشأن من يمثلونه أما حكاية «الاحتفاظ بالكأس» فيبدو لي والله أعلم أن الظروف الراهنة لا تساعد المعنيين بالشأن الرياضي الخليجي على مجرد التفكير باحضار كأس جديدة كونها ستكلف بعض الجهد والمال ففضلوا الابقاء على الموجودة للتداول ولأطول وقت ممكن بأي شكل ساعدهم على ذلك بالاتشي وفرقته المحروسة «؟!».
بكل المقاييس يا صديقي: هلالك لم يخفق.. وانما فشل وفشل انصاره الكثر ولا عزاء «؟!!».
معايدة
أصدق التهاني وأعذب المنى بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الجميع باليمن والخير والمسرات .. وكل عام وأنتم بخير،،

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved