معوقات تحد من انتشار الإسلام

لقد أثّر الغزو الفكري المعادي للإسلام على الجيل المسلم المعاصر حتى أصبح أغلبه جاهلاً بدينه وتاريخه مع ما طرأ على الدين من بدع وخرافات وخلافات مذهبية وفكرية أدت إلى تمزق الأمة وضياع وحدتها مما جعلها فريسة سهلة للهجمات المعادية من الصليبيين واليهود الذين نقلوا إليها الأفكار والنظريات العلمانية والإلحادية الكافرة واحتضنوا أجيالاً تشربت تلك النظريات وأصبحت تطبقها على الأمة الإسلامية، معلنة أن الدين مضاد للعلم فنشأ جيل جديد تربى على هذه الأفكار العلمانية التي حولته من داعٍ إلى الإسلام ومؤمن بعالمية دينه إلى مستعيبٍ لدينه على أنه وصمة عار وتخلف في جبينه يسعى للتخلص منه والبراءة من الانتماء إليه فكيف يقوم بنشره وتبليغه. وإن من أكبر المعوقات لانتشار هذا الدين الإسلامي الحنيف هو حجم المخططات والمكائد المعادية للإسلام حيث الامكانات الهائلة التي ترصد لتجهيل الشعوب الإسلامية واضعافها للسيطرة عليها، وكذلك أنواع الضغوط التي تمارس على الدول الإسلامية لمنعها من النهوض والتقدم، فقد أكدت دراسة حديثة نوقشت في الأزهر ان هناك نحو «45» إذاعة موجهة تبث عبر «28» لغة ولهجة تشوه الإسلام وتصوره على أنه عدو وخطر وارهاب وتقدم المسلمين على أنهم رجعيون متخلفون ارهابيون. كما أوضحت هذه الدراسة ان هذه الإذاعات تقدم اخباراً سلبية عن العالم الإسلامي إذ تمتلئ بأخبار العنف والتعصب والانقلابات العسكرية والاضطرابات السياسية والتطرف والتحذير من القنبلة النووية الإسلامية وغيرها من الأخبار التي تؤجج مشاعر الكراهية ضد الإسلام كما أن من المعوقات لانتشار الإسلام أحوال الكثير من المسلمين في البلاد الكافرة حيث يغلب على الكثير منهم الجهل والتحرر من القيم والتقاليد الإسلامية مما يفقدهم مزية القدوة الحسنة. إلا أنه على الرغم من هذه العوائق إلا أن المد الإسلامي في نمو وانتشار الأمر الذي أزعج أعداءه وجعلهم يستحثون الخطى للاجهاز عليه قبل أن يتمكن من اكتساحهم فقد أكدت الموسوعة العالمية المسيحية أن المسيحية باتت أكثر الديانات توسعاً وعالمية وجاء الإسلام في المرتبة الثانية حيث ارتفع عدد معتنقيه خلال القرن الميلادي الماضي من 200 مليون بنسبة 3 ،12% من مجموع سكان العالم إلى 2 ،1 بليون أي بنسبة 6 ،19 % مما يدل على أن هذا الدين شامخ رغم ضعف جهود أبنائه لنشره وتبليغه. جعلني الله والقراء الأعزاء من الدعاة إليه والمتمسكين بتعاليمه إنه سميع مجيب.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.