Saturday 15th february,2003 11097العدد السبت 14 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قبل أن تفتك الملوثات بما تبقى من صحتنا قبل أن تفتك الملوثات بما تبقى من صحتنا

دعونا نتفاءل، فالتفاؤل محمود ولو من باب سد منافذ اليأس وتهويمات العقل في جانب القطاع الخاص والقطاع الحكومي اللذين لم يعطيا للبيئة وبخاصة المدن الكبيرة ما تستحقه من الاهتمام، فكل شيء فيها صار ينذر بالتلوث، سيارات، مصانع، صرف صحي وغدا الجميع يخافون على مستقبلهم الصحي وعلى مأكلهم ومشربهم وأطفالهم، بل امتد الخوف ليشمل المنشآت وكل ما هو على وجه الأرض من نبات وخلافه بعد ان ظهرت أمراض لم تكن معهودة أو انها كانت موجودة، لكنها لم تكن بقوة انتشارها الآن كأمراض الحساسية والاورام والوباء الكبدي والفشل الكلوي وغيره مما يثير المخاوف لدى الأفراد والجماعات والأوساط الصحية من تزايد الحالات تبعاً لبقاء الهوة دون معالجة سريعة.
والذي دعاني لأن أقول تفاءلوا ما قرأناه أخيرا من أخبار تفيد بإمكانية تحويل غبار مصانع الاسمنت الى مادة يستفاد منها في التصنيع، وهو ما يعني انهاء معاناة الكثيرين من أصحاب المنازل الواقعة بقرب تلك المصانع والذين أمضوا ما يزيد على ثلاثة عقود وهم يطالبون برفع الضرر عنهم وربما كان الحل الحاسم لهذه المشكلة المزمنة يكمن في تنفيذ الفكرة الجديدة المتمثلة في تحويل الغبار الناتج عن صناعة الاسمنت الى مواد تصلح لإقامة صناعات جديدة، فعسى ان يبدأ العمل بهذه الفكرة في القريب العاجل ليستريح الناس من واحد من تلك المصادر المضرة بأجواء المدن، ويبقى وميض الأمل مستمرا ومتجددا عسى ان تظهر أفكار جديدة تقضي على مخاطر التلوثات الأخرى المحيطة بالسكان من كل جانب نتيجة هذا الكم الهائل من النفايات ومياه الصرف الصحي وما يصدر عن بعض الأفراد من تصرفات مؤذية كالبصق على الارض ورمي المناديل المستخدمة على قارعة الطريق ومثلها علب العصاير والمشروبات الغازية والمياه.
ونسأل ألا يوجد حلول لتفادي اخطار هذه القواسم الثلاثة والتي لا تقل ضررا عن غبار المصانع ان لم تفقه خطرا كونها تشكِّل متفرقة ومجتمعة اضراراً بيئية وأضراراً صحية مميتة.
وسؤال آخر: الى متى تبقى تلك الامور دون معالجة جادة، وأين مكمن الخلل أهو في الادارات التنفيذية ام الهياكل التنظيمية أم الافراد ام ماذا؟
فالمدن تتوسع وتنمو طولا وعرضا وعما قريب سنجد مصاب الصرف الصحي ومحارق النفايات وأحواش المواشي بين متاجرنا وشوارع مدننا ومؤسساتنا الحضرية. ثم يا ترى من الملوم والمسؤول عن هذا الوضع، أهي أمانات المدن وخططها ومسؤوليها أم ان هناك جهات أخرى ساعدت على بقاء الوضع دون تغيير مكتفين بعبارة ليس في الامكان أفضل مما كان؟ وسؤال أخير: أين هيئات التطوير قبل ان تفتك الملوثات بما بقي من صحة الناس ولا نقول توسع الخرق على الراقع فقد توسع ولم يعد ينفع معه الترقيع.

عبد الله بن عبد الرحمن الغيهب

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved