التركيز الأمريكي الأكثر على العراق لكن الولايات المتحدة لا بد أن ترسل بين الحين والآخر نظرها إلى أقصى الشرق لمراقبة كيف يتحرك المارد النووي الكوري.
وبينما تنشغل الولايات المتحدة بحشد عسكري هائل في الخليج فإن كوريا الشمالية لا تفتأ تذكرها بأن هناك أموراً ينبغي النظر إليها بعين الاعتبار وأن هذه الأمور تستلزم التسوية.
ومن ثم فإن الولايات المتحدة تجد بعض الوقت لإطلاق تصريحات مقتضبة بغرض التهدئة مع كوريا الشمالية على الرغم من أن كوريا أعلنت صراحة استئنافها العمل في برنامج نووي ربما يقود إلى إنتاج أسلحة نووية، لكن واشنطن لا ترى أولوية لهذا الأمر بينما تكيل الاتهامات للعراق بأنه يحتفظ بأسلحة نووية ضمن ترسانة لأسلحة الدمار الشامل.
وقد قدمت الأزمة النووية الكورية مثالاً صارخاً لسياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها واشنطن، وأكدت من جانب آخر أن الأمر في العراق لا يتعلق بمجرد البحث عن أسلحة وإنما يرتبط بمخططات استراتيجية تنطوي على سيطرة في المنطقة تتيح فرض الرؤى الأمريكية والحفاظ على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وخصوصاً أن إسرائيل غارقة حتى أذنيها في مجمل المجهود الحربي الأمريكي، وهي تتعجل الحرب ربما أكثر من الصقور في البيت الأبيض، لأنها تعرف أن المكاسب التي ستجلبها عليها مثل هذه الحرب لا تقدر بثمن، ولهذا فربما صح القول إننا بصدد حرب إسرائيلية وان كانت بأدوات أمريكية.
كوريا تريد حلاً وتسعى لاتفاقيات تضمن لها ألا تعتدي عليها الولايات المتحدة وهي تريد ذلك الآن قبل غدٍ، ويردد المسؤولون فيها أنه بعد العراق فإن الدور سيكون على بلادهم ولهذا لطالما تحدثوا عن ضربات وقائية، وهم يقولون، بهذا الصدد، إن الضربات الوقائية ليست حقاً لأمريكا وحدها.
|