Saturday 15th february,2003 11097العدد السبت 14 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وزير الشؤون الإسلامية في حديث لـ«الجزيرة»: وزير الشؤون الإسلامية في حديث لـ«الجزيرة»:
«الغلو» في الدين «مذموم».. ولن نسمح بالانحراف والاعتداء وتبني آراء تكفيرية ونرفض التساهل الممقوت
علماؤنا ومشايخنا يمثلون الأمن الفكري وبحثنا مع الأمير نايف أموراً واقعية

  حوار: محمد العيدروس
حذر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ/ صالح آل الشيخ من الغلو في الدين والخروج عن الجادة السوية.
وقال في حديث ل«الجزيرة»: نحن لا نسمح بوجود أي انحراف ديني من قبل البعض وخروج عن مسائل الشريعة والعمل، ونؤاخذ اصحابها ونبصرهم ونرشدهم من الوقوع في تبني آراء تكفيرية واعتداء على المسلمين.
ونوه معاليه بمضامين المؤتمر الذي جمع سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بعدد من مسؤولي الشؤون الإسلامية في مقرها بمنى يوم أمس الأول.
وقال: ان العلماء والمشايخ استفادوا من توجيهات سموه حيث تباحث معهم في الكثير من المسائل الواقعية.
وفيما يلي نص الحديث:
* لوحظ معالي الوزير انتشار مواقع عديدة للدعاة والمرشدين خلال موسم الحج.. ما هي ادوارهم واعدادهم؟
أعداد طلبة العلم والمشايخ الذين شاركوا خلال موسم حج هذا العام قرابة 450 فردا، ومارسوا ادوارا هامة في إرشاد الحجاج إلى ما ينفعهم في دينهم وييسر عليهم حجهم.
وتعلم ان الكثير من الحجاج يحتاجون إلى ارشادهم بما هو انفع عليهم والايسر عليهم ليوافقوا السنة.
التراخيص والتيسيرات الشرعية التي ينشرها طلبة العلم كما جاء في الكتاب والسنة، تيسر الكثير من التخفيف في الزحام والحركة. ورسولنا صلى الله عليه وسلم، ارشد الناس في الحج إلى السكينة وقال صلى الله عليه وسلم: «يا ايها الناس عليكم السكينة فليس البر بالايذاء» والسكينة هذه من الاشياء التي يرشد إليها طلبة العلم، حتى يكون الحجاج غير متدافعين.
التقى سمووزير الداخلية... بعدد من مسؤولي الوزارة والعلماء والمشايخ.. ما هي مضامين هذا اللقاء؟
هي تعني لنا في وزارة الشؤون الإسلامية ولطلبة العلم الشيء الكثير فهو رجل الادارة في كل المسائل، والعلماء والمشايخ يستفيدون من توجيهات سموه، وكعادته حفظه الله اذا التقى بالمشايخ وطلبة العلم بحث معهم مسائل كثيرة وواقعية ويؤكد سموه دائماً اهتمام الدولة بإرشاد الحجاج وتيسير الحج عليهم، وان الاهداف الرئيسية والاساسية هي سلامة الحاج في نفسه وماله وتيسير الحج عليه واعطاؤه جميع الخدمات التي يحتاجها.
* ولكن هل تطرق اللقاء إلى قضايا خاصة بالحجاج تحديداً؟
نعم... سموه تطرق لمسائل مهمة ومنها ان الحجاج مع تكامل خدمات الدولة في الحج يحتاجون لتوعية في بلدانهم قبل ان يأتوا، ويحتاجون إلى معرفة بأحكام الحج قبل ان يحطوا في الديار المقدسة. هناك واجب في اعتقادي على الجهات المشاركة والحجاج في التعرف على مناسك الحج، حتى يمكن ان يستفيدوا من الخدمات ويكونوا في حجهم على وفق السكينة المشروعة دون إضرار بالاخرين.
* معالي الوزير يربط البعض مناسك الحج بقضايا السياسة؟
لا علاقة البتة للسياسة وقضاياها بالحج.
فالحج فريضة من فرائض الله وعبادة من العبادات، والأوضاع السياسية يجب ان تكون بمنأى عن الحج.
ولذلك فان الدولة وفقها الله لم تجعل للتغيرات أثراً على الحج.
فالمسلم الذي يطلب ان يحج، يلبى طلبه، ولا ينظر في حزبه او مذهبه أو فكره السياسي أو دولته.
الحج ليس رحلة سياحة، يمكن للبعض فرصة والآخرين لا، من اراد الحج وانطبقت عليه الشروط الموضوعة للحج رفقاً بالمسلمين. فإنه يمكن من الحج.
كذلك فان موسم الحج ليس ميداناً للشعارات أو الهتافات أو المسيرات. هو عبادة خالصة لوجه الله، وينبغي ان نحج كما حج النبي صلى الله عليه وسلم وان نقتدي بالسلف الصالح في حجهم .
* خلال لقائكم مشايخ وطلبة علم وعلماء بسموه هل تطرقتم لعلاقة الأمن الفكري والعقائدي؟
هي زيارة تمثل للجميع شيئا كبيرا وتعطي دفعة كبيرة للعلماء والدعاة وتؤكد معنى التواصل المستمر بين الأمن الحسي والأمن العلمي والفكري، لأن العلماء والمشايخ يمثلون الأمن الفكري ويسعون نحوه في هذا الصدد.
وفهم المنظور الشرعي الشامل، ان الأمن شامل لكل شيء: امن البلد والوطن والانفس والعموم وجميعها مترابطة.
ولذلك قال تعالى: {الذٌينّ آمّنٍوا ولّمً يّلًبٌسٍوا إيمّانّهٍم بٌظٍلًمُ أٍوًلّئٌكّ لّهٍمٍ الأّمًنٍ وهٍم مٍَهًتّدٍونّ} وجعل الأمن التام نتيجة للايمان والعمل المتكامل.
علينا أن نعي جيداً الأمن الفكري والعقدي والأمن التشريعي الشامل، وان يكون طلبة العلم عوامل مهمة وداعمة ومؤثرة في تحقيق الأمن بجميع جوانبه.
* اكدت وزارة الداخلية ضرورة الادوار الهامة للعلماء والمشايخ في تبصير وتوعية شباب الوطن من الانحرافات الدينية أو العقائدية. ما هي خطواتكم؟
لا شك ان الانحراف عن الجادة السوية بتأثير افكار أو عقائد أو مذاهب بها غلوّ، تؤثر علي سلامة المسلمين أو الاعتداء عليهم، هو أمر قديم ومنذ عهد الصحابة ظهر مثل ذلك وظهرت وسائل بها اعتداء على المسلمين.
وكان الصحابة يواجهون ذلك بالوقوف امامهم ومن جهة اخرى ناظروهم علمياً وبينوا لهم وارشدوهم ونصحوهم.
ووزارة الشؤون الإسلامية بحكم اشرافها على الخطباء والدعاة تسهم في جانب المحاضرات والخطب في بيان منهج النبي صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي البعيد من طرف عن الغلو ومن طرف آخر عن التساهل الممقوت الذي لا دليل عليه.
الغلو مذموم وهو مجاوزة الحد الذي جاء به الشرع، ومن قام بذلك يجب ان يؤاخذ.
واذا تجاوز في العبادات يجب ان يؤاخذ ويرشد وينصح بالصواب.
واذا اعتدى على الآخرين يجب ان يوقف في وجهه.
نحن نمثل دور الارشاد والبيان والنصيحة والمناقشة لهؤلاء الذين يحتاجون اليها.
ابناء الوطن «عموما» شيء واحد وقد يحصل من بعضهم خروج عن الجادة السوية سواء في مسائل الشريعة أو العمل وواجبنا الا نسمح بوجود الانحراف ونؤاخذ اصحابه، ولكن ايضا نبصرهم ونرشدهم، ونحذرهم من الطرق غير السوية والغلو في الدين والاعتداء على المسلمين وتبني افكار وآراء تكفيرية.
* ماذا عن مشروعات الوزارة في موسم حج هذا العام؟
اعمالنا في موسم الحج، تتركز على جانب الارشاد بالكلمة والكتابة والشريط.
وتبدأ منذ قدوم الحاج الى المملكة وحتى مغادرته وبرامجنا عديدة وطويلة.
نحن كل عام لدينا زيادة وتشمل زيارة تنظيمية ونوعية واعداد الخدمات المؤداة واعداد المشايخ والمراكز في المشاعر المقدسة.
ايضاً مدة العمل اليومي زادت، وتنظيم اعمال الحجاج بشكل مكثف.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved