* مكة المكرمة -واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا أمس الأول بمكتب سموه بمقر وزارة الداخلية بمكة المكرمة قيادات أمن الحج.
وفي مستهل اللقاء ارتجل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين كل عام وأنتم بخير الحديث هو عني وعن أخي سمو الأمير أحمد نائب وزير الداخلية.
أولاً أحمد الله عز وجل إذ منَّ علينا جميعا بأن انتهى حج هذا العام وحجاج بيت الله الحرام قد أدوا نسكهم بأمن وسكينة ولم يعكر صفو الحج أي معكر وكان ذلك بفضل الله عز وجل .. وثانياً بفضل الجهود المكثفة والمتواصلة التي قمتم بها جميعا هنا وجميع رجال قطاعات الأمن في المشاعر المقدسة والحمد لله الأمن متحقق في كل البلاد وطبعا لكم اخوان وزملاء يعملون في كل مدينة وفي جميع أنحاء المملكة وعلى حدودنا كلهم يؤدون الواجب لخدمة هذا الوطن ولكن تظل مسؤوليتنا مكثفة في موسم الحج والآن تم.. ما تم وكان حج هذا العام من أفضل المواسم ونرجو من الله عز وجل ان يوفق الجميع دائماً لأداء هذا الواجب الذي شرفنا الله عز وجل به.
الحمد لله أنكم جميعاً كنتم عند حسن ظن قيادتكم بكم وعند حسن ظن مواطنيكم وهذا ليس بغريب عليكم فأنتم من يتحمل المسؤولية وأنتم أهل للمسؤولية وقادرون بعون الله على أداء واجباتكم على أفضل المستوى لأن الإخلاص في أداء الواجب متمكن في كل واحد منكم.
وأنا أوجه الحقيقة.. حديثي ليس للحاضرين فقط هنا ولكن لكل رجل أمن أفرادا وضباطا في كل أنحاء المملكة فهم عليهم الواجب الكبير الذين هم يعملون في الميدان بتوجيهات قياداتهم ولنا والحمد لله ان نفخر بما يؤدي رجال الأمن لخدمة حجاج بيت الله الحرام ولخدمة أمن وطننا العزيز وسيظل رجل الأمن السعودي في المستوى الذي يليق به ولم يحصل على هذا إلا نتيجة تفان وإخلاص واستيعاب للمهام والقدرة على التنفيذ.
نعم مطلوب التخطيط وتحديد المهام ولكن الأهم من هذه القدرة على التطبيق بدقة وهذا ما تم وهذا هو سبب النجاح بعد توفيق الله عز وجل ونحن جميعاً كمسؤولين عن الأمن نستمد العون من الله ومهما عملنا ومهما خططنا نرى بأننا بحاجة إلى عون الله عز وجل متكلين عليه راجين منه التوفيق والسداد وان رب العزة والجلال هو من يعلم مدى اخلاصكم جميعاً وتفانيكم وإصراركم على تأدية واجباتكم في أفضل مستوى.
أنا في الحقيقة هنا أحيي كل رجل أمن في كل مكان واعتز بكل فرد من جنود إلى صف ضباط إلى ضابط الرتب الصغيرة وأعرف ونحن هنا اننا أبناء واخوان نؤدي واجباتنا على أفضل مستوى ولا يمكن ان يتحقق الأمن بدون ان يكون هناك جد في العمل.. وأقول ان رجل الأمن كذلك هو المواطن ونحن مواطنون جميعا قبل ان نكون رجال الأمن وكلما أثبت رجال الأمن قدرتهم وجدارتهم وإخلاصهم كلما اكتسبوا ثقة المواطن وكلما شد المواطن لهم وتعاون معهم.
أنا لي ثقة كاملة ان جميع المواطنين السعوديين في كل بقاع المملكة مصرون إصراراً كاملا ومستمرا على تحقيق الأمن المستمر في جميع أرجاء الوطن وانهم في سبيل ذلك سيبذلون كل غالٍ ورخيص وهذا هو السبب فيما نعيشه من الأمن ولكن نعم كل يحب وطنه.. ولكن الذي يميزنا أننا نحكم شرع الله في كل أمر واننا نتخلق بأخلاق الإسلام ولولا إيماننا بالله واننا نعلم جميعاً اننا محتسبون واننا نرجو الثواب في الدنيا والآخرة من الله عز وجل لاننا أمناء جميعاً ان شاء الله على مسؤوليتنا فيعلم الجميع ان الأمن صفة لازمة لهذا الوطن منذ ان أسس الملك عبدالعزيز هذه الدولة وهذا هو المتحقق ولايوجد في الدنيا كلها أفضل من الأمن والاستقرار والحمد لله إضافة إلى الأمن تعيش بلادنا استقرارا والكل يعمل من أجل مستقبله والكل يتوقع ويعمل للأفضل نحمد الله على ما منَّ به علينا من نعمه ونحمد الله عز وجل ان حقق لنا في هذا العام رغم الظروف التي يعيشها العالم الآن وكان كل العالم يتطلع إلى بلادكم ماذا سيحدث في الحج ولكننا جميعاً مع عدم التقليل من الواقع الذي يعيشه العالم فإننا واثقون بالله ثم باننا سنكون قادرين ان شاء الله على تحقيق الأمن ومواجهة أي أمر مهما كان وهذا ما تحقق الآن.. لا نستطيع إلا ان نحمد الله عز وجل.
للأسف أنا كنت أقرأ بعض الصحف وما تبثه وكالات الأنباء وقالوا إن ما حدث قبل يومين كان في الجمرات وهذا غير صحيح كلكم تعلمون انه في سوق العرب وأرجو ان يصحح كل واحد مفهومه لأنه في ذلك اليوم الذي كنا فيه مثل ما حصل في الأعوام الماضية انه يوم النفرة من مزدلفة يكون هناك ازدحام شديد في الجمرات ولكن بحسن التنظيم وتجنيد كل القدرات لهذا الأمر عندما يكتمل رمي الجمرات أو رمي الجمرة الكبرى في ذلك اليوم بدون أي حوادث أما ما حدث في سوق العرب لسوء تصرفات أو تعدي من بعض الحجاج فكان واحد خارج وواحد آت وكان في الشارع عدد من السيارات الواقفة ولو كان هناك يسر ما حدث الذي حدث فكان اليوم هو من أشد الأيام التي نأخذ لها الاحتياطات اللازمة من أجل الحفاظ وتسيير الرجم بشكل أفضل كان مجندا لهذه العملية أكثر من 13 ألف رجل من ضباط وأفراد واستطاعوا بحمد الله ان ينهوا مهمتهم بدون أي تعب لأي حاج لأنه على كل حال.. نحن قد لا نستطيع ان نقول للحجاج افعلوا كذا وكذا وان كنا نأمل إن شاء الله من الجهات المسؤولة في الدول الإسلامية المسؤولة عن الحج ان توعي الحجاج بما يجب ان يتبعوه في الحج وان يتعاونوا مع بعضهم وان تتغلب عليهم السكينة والهدوء.
أنا في اعتقادي لو كان هناك هدوء في الحركة لم يحدث أي شيء لا في المشاعر ولا في أي مكان على كل حال أنا كذلك أرى انه نعم الحج انتهت مراحله الأساسية كفريضة ولكن يظل هناك حجاج موجودين في مكة الآن ومنهم قد غادر إلى المدينة فعلينا ان نستمر بنفس المستوى ونفس القدرة ونفس الجهود وان نحقق أمن الحجاج والمواطنين في هذه الأيام حتى يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين وان يعيد على هذه البلاد إن شاء الله هذه الفريضة كما تعود كل عام ونحن من حسن إلى أحسن فيجب ان نتوقع زيادة عدد الحجاج في المستقبل ولكن بحسن التنظيم والتفاهم والتعاون بين السلطات المختصة في المملكة وبين الجهات المعنية في الدول الإسلامية ان نوعي الحجاج بالشكل الذي يجعلهم يؤدون هذه الفريضة بكل هدوء.
الحمد لله هناك كما نشاهد لدى الشعوب الإسلامية ولدى المسلمين عموما الحرص على أداء هذه الفريضة لأن المسلم لا يمكن ان يقوم بعمل تحقيق الأركان الخمسة إلا بأداء هذه الفريضة كما نأمل ممن أدى هذه الفريضة ان يترك مكانا لاخوانه الحجاج المسلمين الذين لم يؤدوا الفريضة وجميع أهل العلم قالوا إن الحج هو الفريضة أما من حج في مرة أخرى فهي تعبد وطلب للخير ولكن ليس ملزما بها لأن الحج مرة واحدة في العمر.
أهنئكم جميعا بما حققتموه وأنا على ثقة كاملة بأن كلاً منكم.. والكلام موجه لجميع رجال الأمن.. بالرغم من المشقة والتعب الذي عاناه فإنه يشعر في داخله بالراحة والسعادة والرضا لأنه أدى واجبه وهذا هو أفضل شيء ممكن ان يشعر به الإنسان.
لا نستطيع إلا ان نحمد الله عز وجل على ما من به علينا.. وان يعين المسلمين جميعا وان يجعلهم متمسكين بدينهم كما أمر الله به وكما علمنا به رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وان يجمع شملهم وان يوفق علماءهم في أن يبصروا المسلمين بحقيقة الإسلام لأن الإسلام هو دين السلام ولو طبق المسلمون الإسلام كما هو لكنا قوة أمام العالم ولن نجد من يتحدث أو يقول عن الإسلام ما يقول نتيجة لأخطاء يرتكبها اناس محسوبون على المسلمين أنهم مسلمون ولكنهم يتعاملون مع الحياة ومع الآخرين بغير ما يأمر به الإسلام.
الإسلام حريص على حياة الإنسان فلا يسمح بالاعتداء على الإنسان أيا كان مسلما كان.. أم غير مسلم حتى الحيوان حتى الشجر فليس هناك تشريع في الدنيا كالتشريع الإسلامي نأمل من الله عز وجل الذي هو أعلم بخلقه وصلاح شؤونهم نرجو ان شاء الله ان نكون هداة مهتدين.
وان نستبق إن شاء الله وهذا سيكون لأداء هذه الواجبات وان يكون بلدنا هو بلد الأمن وكل من أتى لهذا الوطن حاجا أو معتمراً أو زائرا أو عاملا فيها ان يعيش كما يعيش أبناء هذا الوطن بكل أمن واستقرار وهذه هي ارادة الله عز وجل وهذا ما من الله علينا به.. وهذا نصر عليه المواطن السعودي وفق الله الجميع لما فيه الخير ونلتقي دائماً ان شاء الله على الخير في كل وقت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك ألقى مدير عام المباحث العامة ورئيس لجنة الضباط العليا الفريق أول محمود بن محمد بخش كلمة هنأ فيها سمو وزير الداخلية والحضور بمناسبة عيد الأضحى المبارك.ونوه بالتوجيهات الحكيمة لولاة الأمر في بلادنا لكافة العاملين على خدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام مما كان لها أكبر الأثر بعد توفيق الله عز وجل بالوصول بالخدمات المقدمة لوفود الرحمن إلى أفضل المستويات.
وعد جميع الجهود التي بذلت من الجميع في هذه البلاد المباركة ما هي الا ابتغاء لمرضاة الله عز وجل واستشعارا من الجميع بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه حجاج بيت الله الحرام. وأعرب عن شكره وتقديره لكل من شارك في أعمال موسم حج هذا العام مثمنا جهودهم الطيبة ومشاركتهم الفعالة في خدمة وراحة وفود الرحمن.
بعد ذلك تشرف قيادات أمن الحجاج والحضور بالسلام على سمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية.وحضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز ومعالي المشرف العام على مكتب سمو وزير الداخلية محمد الشاوي.
|