يتقدم العلم ومعه تكبر مخاوفنا.. ولا ندري هل نتسلح به ونساهم في نشره والتوعية من خلال الجبهات المختلفة.. أن نقف مكتوفي الأيدي وننتظر من حولنا يعلقون الجرس؟!!
يتحدث الآخرون المختصون كل في موقعه عن أمراض وراثية كثيرة ومخيفة يتحدد من خلالها مصير العالم القادم ولابد من تدخل جهات كثيرة للمساهمة في القضاء على هذه الأمراض الأمر الذي جعلنا نبحث في بيئتنا عن هذه الأمراض القاتلة داخل أسوارنا وغيرنا الكثير يبحث في هذا الشيء وعلى نفس النمط وفي النهاية ستتكاتف الجهود لتكون حلقة كبيرة يخرج منها سلسلة متصلة من المقاومة والتوعية والنجاح... وهنا في منطقة القصيم رغبنا في توعية المجتمع عن مثل هذه الأمراض فكانت مبادرة مدارس النخبة بعنيزة حيث أعدت لندوة علمية عن مكافحة الأمراض الوراثية وأهمية الفحص قبل الزواج وناقشت محاور مختلفة وخرجت بتوصيات كبيرة وذلك بمتابعة شخصية من سمو الأميرة/ نورة بنت محمد آل سعود «حرم أمير منطقة القصيم» والتي تبنت هذا المشروع وتسعى لإنجاحه وإنطلاقا من المشاركة الفاعلة لجريدة الجزيرة في هذا الأمر الهام كان لنا لقاء مع مدير عام الشئون الصحية بمنطقة القصيم الدكتور/ هشام بن محمد ناضرة لإلقاء الضوء على الأمراض الوراثية في المنطقة والخطة المتبعة للقضاء عليها والتطلعات المستقبلية للوصول إلى مجتمع آمن خالٍ من الأمراض.
القصيم هي الأقل
* ما هي الأمراض الوراثية الموجودة في منطقة القصيم؟
الأمراض الوراثية موجودة في كل مجتمع وتعتبر منطقة القصيم من المناطق التي توجد بها نسبة قليلة من تلك الأمراض حسب الإحصائيات المسجلة خاصة أمراض الثلا سيميا والأنيميا المنجلية. والحالات المكتشفة أو المتواجدة بالمنطقة لأسر اغلبهم من مناطق اخرى مثل المنطقة الجنوبية أو الشرقية وأكثر أمراض الدم الوراثية المسجلة بمنطقة القصيم هي نقص أنزيم جلوكوز سداسي الفوسفات «G6PD» النازع للهيدوجين.
وبالمنطقة توجد أمراض خلقية وراثية أخرى يولد بها الأطفال وهي ليست من أمراض الدم الوراثية مثل:
التشوهات الخلقية في متلازمة داون.
العيوب الاستقلابية الخلقية
هل يعتقد سعادتكم أن تنقل الناس بين المدن والمحافظات المتواجدة فيها بعض الأمراض يؤثرسلبيا على إحصائيات هذه الأمراض وما هو الحل للحد منها؟
نعم. فان التنقل والاختلاط بالآخرين يزيد في نسبة انتشارها، وللحد من ذلك يمكن اتباع التالي:
الاهتمام بالجوانب التوعوية والاستشارة الوقائية
تكثيف جهود التوعية والتثقيف عن طريق كافة وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية.
إعداد مراكز إقليمية مجهزة بكافة الاحتياجات في المناطق التي بها نسب عالية من الإصابات المسجلة.
إحراء المسح الصحي عند الولادة للأنيميا المنجلية ونقص خميرة «G6PD» وعند 12 شهراً من الولادة للثلاسيميا وإجراء التحصين للفئات الأكثر عرضة للإصابة.
تدريب القوى العاملة «كالأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيين وهيئة التمريض» المخالطين للمرضى لمساعدتهم في الحالات الحادة نفسياً واجتماعياً.
التعليم والتدريب للأسر.
تقديم برامج الاسترشاد الوراثي الوقائي للراغبين من أفراد المجتمع.
وهذه الخدمة متاحة ولله الحمد بمنطقة القصيم وبسهولة حيث يوجد عيادة يومية في مستشفى الولادة والأطفال وعيادة أسبوعية في مستشفى الملك فهد التخصصي.
إجراء فحوصات ما بل الزواج وضرورة إظهار شهادة الفحص قبل عقد القران، وهنا يجدر بنا أن نلقي الضوء على بعض المفاهيم والسلوكيات حيث أن كثيرا من أفراد أي مجتمع يعلمون ما هو الصحيح وما هو الجيد إلا أنهم لا يفعلون ذلك خاصة إذا ما كان هذا الأمر لا يتعلق بنتائج فورية، ويؤجل هذه الأفعال ويقدم عليها الأفعال ذات النتائج الفورية الملموسة. ونؤكد هنا على أهمية التوعية بمثل هذه المخاطر والسلبيات بل نؤكد على أن التوعية ضرورية وواجبة وعلى كل المستويات والوسائل.
الفحص قبل الزواج
علمنا أن سعادتكم من المؤيدين لأهمية الفحص الطبي قبل الزواج فهل معنى ذلك ان استمارة الفحص معتمدة في مستشفيات القصيم؟
لدينا أربعة مستشفيات بالمنطقة بها الإمكانيات اللازمة لإجراء الفحوصات الخاصة بأمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية قبل الزواج للراغبين وهي:
مستشفى الملك فهد التخصصي «يوم الثلاثاء من كل أسبوع».
مستشفى بريدة المركزي «يومياً».
مستشفى الأطفال وجارٍ العمل لفتح العيادة فيه.
مستشفى المذنب العام.
وجارٍ تجهيز باقي المستشفيات حيث تبذل الوزارة جهودا حثيثة في هذا الشأن في ظل متابعة من قبل معالي وزير الصحة أ.د. أسامة بن عبدالمجيد شبكشي التي تأتي تنفيذا لتوجيهات المقام السامي بضرورة تطبيق أنظمة الفحص الطبي قبل الزواج للسيطرة على انتشار أمراض الدم الوراثية.
* ماذا تحتاجون من المجتمع في هذا الصدد؟ وكذلك من المسؤولين ورجال الأعمال؟
المشاركة في تفعيل الفحص ما قبل الزواج وغير ذلك كثير فنحن نقدم الخدمة له ونحن جزء منه، ونحتاج من المسؤولين بالوزارة السعي لتوفير الأجهزة الخاصة بفحص وكشف الأمراض الوراثية والأمراض الجينية الأخرى، وندعو رجال الأعمال للدعم المعنوي قبل المادي.
* هل لكم تطلعات أخرى في مجالات مختلفة؟
ان تشرق شمس الصباح في كل يوم على بلادنا بالخير والحب والإخاء ويسعدني أن أرى اهتمام الغراء الجزيرة بهذا الموضوع الهام ولا يستغرب هذا على الإعلام الواعي. فالمتلقي خاصة الشباب منهم في هذه الأيام تحيطه مصادر المعلومات من كل جانب ولن يكون أفضل من إعلامنا أولى بمناقشة قضايانا الهامة وأنت يا أخت فوزية واحدة من الإعلاميات المطالبات بذلك ومسئوليتك أعظم لأنك من العاملين في المجال الصحي.
وهذا الاهتمام النابع من الوعي هو ما نحتاج إليه لنتشارك سوياً في تنمية هذا المجتمع في هذا الوطن الغالي. وفي النهاية أتمنى أن لا أقول أبداً كلمة أخيرة غير لا اله إلا الله في لحظة الحقيقة الآنية.
| 
