إن من أعظم الواجبات والشعائر الإسلامية التي يترتب عليها صلاح المجتمع بأسره وسلامته ونجاته في الدنيا والآخرة شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ضرب المصطفى صلى الله عليه وسلم صورة لها من اروع الصور وأجملها التي تكفي عن كل بيان لتوضيح عظم شأنها حيث قال:«مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا» ثم قال صلى الله عليه وسلم:« فإن تركوهم وما ارادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً» بل عد بعض أهل العلم هذه الشعيرة الركن السادس من أركان هذا الدين العظيم بل رتب المولى جل وعلا خيرية هذه الأمة على صفات حميدة من أهمها القيام بهذه الشعيرة {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ..} ثم تأمل رعاك الله كيف بدأ سبحانه في هذه الآية بذكر هذه الشعيرة قبل الإيمان مع كون الإيمان شرطاً لصحة جميع العبادات وهذا إنما يدل على عظم هذا الواجب الجليل بل إنه سبحانه لعن من تركه من كفار بني اسرائيل {لٍعٌنّ الذٌينّ كّفّرٍوا مٌنً بّنٌي إسًرّائٌيلّ عّلّى" لٌسّانٌ دّاوٍودّ وعٌيسّى إبًنٌ مّرًيّمّ ذّلٌكّ بٌمّا عّصّوًا وكّانٍوا يّعًتّدٍونّ><ر78ر> كّانٍوا لا يّتّنّاهّوًنّ عّن مٍَنكّرُ فّعّلٍوهٍ لّبٌئًسّ مّا كّانٍوا يّفًعّلٍونّ} ويتضح من ذلك انه متى تخلقت هذه الأمة بأخلاق كفار بني اسرآئيل المذمومة استحقت ما استحق أولئك من الذم واللعن فاتق الله رعاك الله في نفسك وجاهدها واستقم على امر ربك وجاهد من تحت يديك من الأهل والذرية وآمر بالمعروف وانه عن المنكر حسب طاقتك ولا تجعل للشيطان مدخلاً على نفسك وتخلق بأخلاق نبيك واحذر من شر نفسك واحرص على كل مامن شأنه نجاتك ونجاة مجتمعك ولا تنس أيها الحبيب أننا في بلد كريم قد هيأ ولاة الأمر فيه جهازاً يقوم على هذه الشعيرة وعلى شؤونها ليحفظ على بلادنا دينها ومجتمعها فيتحتم عليك رعاك الله المساهمة في دعم مسيرة هذه الجهاز لكي يؤدي ما أنيط به من مهام على أكمل وجه.
ختاماً: الله اسأل أن يجعلنا مؤتمرين لأوامره منتهين عن نواهيه وان يوفق ولاة امرنا للقيام بواجبهم تجاه هذه الشعيرة وان يأخذ بأيدي القائمين عليها لكل خير.
( * ) كلية الشريعة بالرياض
|