ها قد أتيتك صادق الإنشاد
أزجي إليك محبتي ومدادي
ها قد أتيتك من فضاء قريحةٍ
ولكم يجود الشعرُ في الأجواد
لم تكتحل عيناي في رؤيا الذي
أوسعتُ فيه على الوداد فؤادي
لكنه وافى إليَّ بذكره
من يفتديه بمهجة الأكباد
من رائحٍ فاضت يداك بغيثه
بعد الذي أزرى به أو غادِ
أو طالبٍ للعونِ جاءك واثقاً
في أنك المنشود للإمداد
أو ذارفٍ للدمع تمسح دمعه
فأعدته في بهجة الإسعاد
أو طالبٍ بعض الشفاعة للذي
قد صده عن حقه بتمادِ
من هؤلاء جعلت فيك عرائسي
داليّة تزهو بفيض وداد
تخلو من الزيف المرنق لفظه
ما جُرّحت يوماً بحبّ حصاد
ولقد عرفتك معلماً لا تنثني
عن فضل جودٍ أو كريم رفادِ
يا صالح الأقوال إنك صالح
شهدت بك الآباء للأولاد
يا صالح الأعمال إنك جامع
زهد التقي وخشية العبّاد
يا صالح الإسرار في بذل الندى
كم كنت تكره أن يشاع بنادِ
قد أورقت يمناك في حبّ الورى
في كل رابٍ قد زهت ووهادِ
فأعدت من صور الكرام تليدها
يروي بك الأمجاد وهي صواد
من كان يعرف باب بيتك قال لي:
ما قلته لم يوفِ حقّ جوادِ
شتان بين جميل شعرك والذي
عاينته من سابقات أيادِ
فلئن أفاض الشعرُ بعض فضائل
فالجود منه أصاب دون عداد
من نابه خطب تبسم زاريا
مما به من سرعة الإنجاد
فالقاطرات شكت جليل عطائه
والمأدبات شكت عظيم الزاد
واللاهجون بكل شكر صادقٍ
عرفوا طريقَ الجودِ دون منادِ
ونراك تزهد بعد ذلك كله
إن التواضع أفضل الشّهاد
يا أيها النبع السخيّ بفيضه
هل كنتَ إلا الفرع للأجداد؟
في سيرة السلف الكريم خطاكم
فاهنأ بحسن سريرةٍ ومرادِ
ولكم يسرّ القلب رؤية شبلكم
يمشي بنهج مسيرة الآساد
فلتجعل اللهم نورك دائماً
هدياً لمن يمشي بدرب رشادِ
ولتحفظ اللهمّ عبدك صالحاً
من كل شرٍ ضاق بالحسادِ