* بريدة - ناصر الفهيد:
عيد الأضحى المبارك.. عيد النحر.. عيد الأضاحي واللحوم والمتعة التي يجتمع فيها الناس..
بعد صلاة العيد يبدأ النحر.. وتبدأ عملية ذبح الأضاحي..
وفي السعودية لا يوجد بيت إلا وفيه أضحية.. فالسعوديون ملتزمون بهذه السنة وتجد كل إنسان يضحي لوالده ووالدته ولذلك تكثر الأضاحي.. وبالتالي يكثر الطلب على الجزارين.. وهنا وفي هذه الأيام يتحول الكل إلى جزارين!!
عامل البلاط.. عامل البوفيه.. عامل النظافة.. عامل الحلاقة.. وحتى النجار يشترون السكاكين ويحولون مهنتهم إلى جزار لاستغلال حاجة الناس إلى جزار.. ويتعلم هؤلاء الذبح بطريقة بدائية وقلة خبرة.. وهؤلاء يستغلون من تتعدد أضاحيهم ويبدأون في أخذ المواعيد لهؤلاء العمال وحتى لو وصل ايجار العمالة إلى سعر عال المهم ان يخلص من عناء ومشقة الذبح والسلخ.. وللأسف ان هؤلاء العمالة لا يعرف بعضهم ما هي الأضحية أو متى تذبح أو حتى ان بعضهم لا يقول البسملة قبل نحرها.. واذكر في العام الماضي ان أحد العمال الذين حولوا مهنتهم إلى جزار في العيد قام بنحر أضاحي أحد الأشخاص بعد صلاة الفجر مباشرة وقبل صلاة العيد!!!
ولكن في القصيم الأمر مختلف نوعا ما وليس لهؤلاء العمال سيطرة إلا قلة لدى الأسر المرفهة!! حيث يمارس أبناء القصيم ذبح الأضاحي بأيديهم ولا يتركون للعمال الفرصة.. وهذا ما اعتادوا عليه منذ القدم، شباب كثر يقودون حملة الذبح لأسرهم في عيد الأضحى المبارك. ومن الملفت للنظر ان هناك بعض النساء محترفات في الذبح والسلخ والكثير من النساء يساعدن آباءهن واخوتهن في ذبح وسلخ الأضاحي.
حول اعتماد أبناء القصيم على أنفسهم وذبح الأضاحي بأيديهم كان ل«الجزيرة» جولة في صباح يوم العيد في بعض الأحياء للاطلاع على هذه الظاهرة فالتقينا بداية بالمواطن علي بن محمد العبيدان الذي وجدناه ينحر الأضحية ويسلخها فقال: الحمد لله بإمكاني ان أقوم بجميع مهمة الذبح ومستلزماته لأنني تدربت مراراً على الذبح، وأنا أشجع ان توكل المهمة، وخاصة في عيد الأضحى المبارك لكثرة الأضاحي في بعض الذبائح إلى الأبناء من الشباب المتعلمين، وليس للعمالة الذين ربما يتعلمون عندنا والذبح ليست مهنتهم فربما يكون صاحب مهنة «خياط، أو سواق» أو غيرهما.. ويجب ان يكون للأولاد نصيب من هذه الأضاحي في التعليم والتدريب وخاصة في السلخ والتقطيع التي تكون سهلة.
وأضاف العبيدان: ان والدي رحمه الله علمنا الذبح والسلخ وتقطيع الذبيحة في طفولتنا حيث كان يدعونا لمساعدته وتعلمنا مع مرور السنوات وانا وجميع اخواني الستة نذبح ونسلخ ونقطع افضل من أي جزار.
وعن عدد الأضاحي التي قام بذبحها اليوم قال: انني واخي ذبحنا حتى الآن أربع أضاح وغدا إن شاء الله سنقوم بنحر ثلاث أضاح أخرى.
وفي منزل آخر كان لنا لقاء مع المواطن عبدالله الخلف الذي كان هو واخوته وبعض أقاربه يذبحون أضحياتهم فسألناه عن شعوره وهو يقوم بذبح الأضاحي بنفسه فقال: سعيد جدا ومرتاح واشعر براحة كبيرة لأنني من يقوم بذلك.
وواصل الخلف حديثه عن الاعتماد على ذبح الأضاحي بنفسه قائلاً: إننا كنا في السابق ونحن صغار نعرف جيدا مهام الذبح وكيفيته ونتعود من آبائنا منذ الصغر عكس ما عليه أولادنا اليوم فإنهم يركنون للنوم والراحة صباح عيد الأضحى المبارك، وآباؤهم هم الذين يذبحون ويسلخون وربما نساؤهم أيضاً هن اللاتي يشمرن عن سواعدهن فهذا خطأ، وينبغي ان يدرب الأب أبناءه ويعلمهم الطريقة المثلى للذبح التي ربما يقومون هم «أي الأولاد» بالمهمة حال غياب آبائهم وأردف قائلاً: إننا نبحث عن العمالة لهذا الشأن، وأولادنا ندعهم يتفرجون وربما كان هؤلاء العمالة غير مؤهلين أو بطريقة غير نظامية ونتستر عليهم داخل المنازل في هذا اليوم وبإيجارات رابحة ومغرية!!
كما أكد شقيقه علي الخلف بأن إعداد وتأهيل وتدريب الأولاد أمر ضروري للغاية وألا نبحث عن العامل الذي ربما لا يجيد ولا يتقن عملية الذبح والسلخ والتقطيع، ورؤية الأطفال والصغار لآبائهم عند الذبح شيء جميل ويعلمهم الأب الكيفية المثلى لعملية الذبح لأن بعض الصغار يفرحون بمشاهدة الذبح وغيرها، فيجب ان نلقنهم بعض الدروس حتى إذا كبروا ومع مرور الأعوام إذا هم قد تدربوا.
|