* واشنطن الوكالات:
يستمر بصورة متواصلة الحشد العسكري الأمريكي الكبير في المنطقة حيث ينضم إليه سرب من طائرات «إف » أفضل المقاتلات في الترسانة الأمريكية، لكن يبدو أن ثمة مصاعب تواجه بناء هذا الحشد بينها بصفة خاصة رفض النمسا مرور قوات أمريكية قادمة من ألمانيا عبر أراضيها.وقد انطلق سرب جديد من طائرات إف 15 المقاتلة أمس الجمعة من شرق الولايات المتحدة إلى منطقة الخليج، وفقاً لمصادر عسكرية أمريكية.
وقال المتحدث السرجنت مارك غيتسي المتحدث باسم الفرقة المقاتلة الأولى في قاعدة لانغلي الجوية في ولاية فيرجيني إن السرب يضم ما بين 18 و24 طائرة إف-15 من النسخة سي، وهي مطاردات غير قاذفة.
وقال إن حوالي 600 طيار وموظف في هذه الوحدة وصلوا إلى المنطقة منذ أسبوع.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أن عددا من طائرات إف-15 (إيغل) وهي طائرات تكتيكية فائقة السرعة وتعتبر أفضل طائرات سلاح الجو الأمريكي أداء قد انتشر في المنطقة، مع طائرات عسكرية أخرى.
وأضافت الوزارة أن إجمالي القوات الأمريكية في الدول القريبة من العراق يتجاوز ال 150 ألف رجل.هذا وقد اتهم وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد النمسا بمنع نقل قوات أمريكية من ألمانيا بالقطارات عبر أراضيها إلى إيطاليا فيما يبدو أنه في إطار استعدادات القوات الأمريكية لحرب محتملة على العراق.
وشكا رامسفيلد من أن ذلك سيؤدي إلى أن يستغرق نقل القوات إلى وجهتها عدة أيام إضافية وقال أمام لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن ذلك مثال على المشاكل المترتبة على تمركز أكثر من 100 ألف من القوات الأمريكية في أوروبا منها 70 ألفا في ألمانيا.
وقال: «نحن نحاول في الوقت الحالي على سبيل المثال نقل بعض القوات من ألمانيا جنوبا إلى إيطاليا وتسبب النمسا مشكلة فيما يتعلق بنقل القوات عبر أراضيها بالسكك الحديدية».
واستطرد قائلا: «وهو ما يعني احتمال أن نضطر للتوجه إلى روتردام «في هولندا» أو بالقطار عبر أربع أو خمس دول، من الأفضل التحرك مباشرة».
وأكد متحدث باسم السفارة النمساوية في واشنطن أن بلاده منعت نقل القوات الأمريكية عبر أراضيها بصفة مؤقتة، والنمسا دولة محايدة وتضع قيودا على نقل قوات وعتاد أجنبيين عبر أراضيها.
ورفض رامسفيلد في إجاباته على أسئلة الصحفيين عقب اجتماع لجنة مجلس الشيوخ التصريح بما إذا كانت تلك القوات ضمن الوحدات المدرعة والعناصر الأخرى من القوات الأمريكية التي يجري إرسالها من ألمانيا إلى منطقة الخليج.
وتسبب احتمال شن حرب وشيكة بقيادة الولايات المتحدة على العراق في خلافات سياسية حادة بين دول أوروبا بعد تحرك كل من فرنسا وألمانيا داخل حلف شمال الأطلسي وفي الأمم المتحدة لمحاولة وقف الاندفاع نحو شن مثل هذه الحرب.وقال رامسفيلد للصحفيين بشأن موقف النمسا: «سمعت بهذا صباح اليوم، واستخدمت القوات الأمريكية بالفعل حلين بديلين.. اثنين عن طريق السكك الحديدية وواحدا عن طريق البحر.. وكلها تستغرق أياما إضافية».وقال كريستوف ميران المستشارالصحفي بسفارة النمسا في واشنطن لرويترز إنه علم أن نقل القوات الأمريكية عبر أراضي بلاده منع بصفة مؤقتة على الأقل لأن قوانين بلاده لا تسمح بنقل القوات والعتاد الأجنبيين إلا في ظروف خاصة.وقال ميران: «طلب من النمسا نقل بعض العتاد لكن اتضح أنها قوات».
وكرر رامسفيلد تصريحات صدرت عن البيت الأبيض في وقت سابق هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة تدرس إعادة ترتيب مناطق نشر قواتها في العالم مع احتمال إعادة بعضها إلى الوطن وإنشاء عدة «مراكز» عسكرية تتوفر لها حماية جيدة يمكن عن طريقها نشر القوات بسرعة خارج الولايات المتحدة.
وقال رامسفيلد أمام اللجنة: «من الواضح أنه ربما كان أفضل لنا ألا يوجد مثل هذا التركيز الكبير» للقوات في دول عديدة.
وأكد أن أي تغيير في تمركز القوات الأمريكية لن يجري إلا «خلال فترة معقولة من الوقت» وبالتشاور الوثيق مع الحلفاء.
| 
