Saturday 15th february,2003 11097العدد السبت 14 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
اندلاع الحرب.. بعد أيام أو أسابيع
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بدءا من اليوم السبت سيحبس العالم أجمع أنفاسه ويعيشون توجساً يومياً بقرب اندلاع حرب مدمرة في المنطقة لا تقف حدودها عند العراق فقط، ولا يمكن لأحد ان يتوقع مدتها أياماً أو أسابيع أوحتى أشهراً، فالحرب أي حرب تعرف بداياتها إلا انه لا أحد يعرف متى تتوقف، وكيف ستكون نتائجها؟ ولذلك فإن الجميع يسعى لعدم اندلاع هذه الحرب، كل حسب أهدافه ومساعيه.
الأمريكيون يريدون تسليماً تاماً من قبل القيادة العراقية وتحقيقاً للأهداف السياسية والاقتصادية، والأوروبيون تتعارض أهدافهم السياسية والاقتصادية وخاصة الدول الرائدة منها إذ لا يخفى على أحد ان أهداف فرنسا وألمانيا وحتى بلجيكا لا تتطابق مع أهداف واشنطن، فالفرنسيون لايقبلون ان يتركوا العراق للأمريكيين وحدهم كما لايقبلون ان يكونوا خلفهم مثل البريطانيين، فالعراق بالنسبة لفرنسا وكما هو الحال لروسيا منطقة مهمة اقتصادياً تتركز فيها مصالحهم التجارية وحتى الاستراتيجية لا يمكن التسليم بتركها لأمريكا.
وإذ كانت فرنسا تقاوم استيلاء واشنطن على مناطق نفوذها في أفريقيا رغم المواجهات التي تتم بأدوات إقليمية كما حصل في الكونغو ورواندا وراوندي وساحل العاج الآن، إذ كانت باريس تقاوم الزحف الأمريكي في أفريقيا، فإنها ستقاوم «دبلوماسياً» وبشراسة الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط التي تقلص النفوذ الفرنسي ومثله الروسي الذي يجد حليفاً من داخل البيت الغربي. وإذا استطاعت باريس ان تكسب برلين وبروكسل كحليفين داخل البيت الأوروبي لمواجهة التسيد الأمريكي بسبب العداء التقليدي للألمان لمآسي الحرب الذين لا يعرف أحد آلامها أكثر منهم الذين عاشوا ويلاتها واكتووا بنيرانها. وبما ان الشعوب الأوروبية أغلبها تعارض الحرب فإن واشنطن ولندن وباقي العواصم الأوروبية التي تأخذ على باريس وبرلين وبروكسل معارضة خطط الحرب، ستعيش هي الأخرى أجواء مشحونة وقلقة، إذ ستلجأ الدول المؤيدة للحرب إلى إثارة مخاوف شعوبها من الإرهابيين الذين ستوحي الحكومات بارتباطهم بالنظام العراقي كمحاولة «قديمة» للموازنة بين الرفض الشعبي للحرب..والانسياق الحكومي خلف واشنطن ولندن.
عادة الرفض الشعبي ومهما بلغت قوته لا يمنع اندلاع حرب.. فالحروب تقررها الحكومات.. وهذا الاسبوع سيكون حافلاً في المواجهات «الدبلوماسية» بين الداعين للحرب والذين يحاولون اعتراضها.
ومن خلال نتائج المواجهات الدبلوماسية يتحدد موعد اندلاع الحرب.. هذه الأيام.. أم بعد أسابيع..!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved