Saturday 15th february,2003 11097العدد السبت 14 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
لبيك ثمَّ لبيك «2 2»
رقية الهويريني

الان وقد تبين للحجاج ما أعلن عن نشاط حملات الحج وعرض خدماتها على شكل إغراءات متعددة لاستقطاب أكبر عدد من الحجاج حتى كادت تلك العروض تُخرج الحج من كونه عبادة يتحمل فيها الحاج بعض المشاق إلى نزهة تتوفر فيها جميع الكماليات ولاسيما خدمات رجال الأعمال، وتتطلب هذه الخدمة دفع مبالغ كبيرة تصل إلى أكثر من خمسين ألف ريال! .
وعلى جانبٍ آخر يتفاجأ بعض الحجاج بسوء الخدمات المقدمة لهم سواءً السكن الضيق أو الوجبات غير المناسبة، ولو تمَّ تنويع الوجبات وجعلها خفيفة تعتمد على الفواكه والخضار والعصائر الطازجة لكان أنفع وأنسب لجميع المستويات العمرية والحالات الصحية.
كما أن الحاجَ كان يأمل بملء وقته بما يعود عليه بالفائدة وذلك باستضافة طلبة العلم المتخصصين أو عرض أشرطة فيديو شرعية وتوجيهية وتكون موجهة بالأخص للنساء اللاتي يقضين الوقت بالأحاديث الشخصية وعرض مشاكلهن على بعضهن أو تبادل طرق طهي الحلويات والمعجنات، هذا عدا البحث عن واسطة لدخول أبنائهن الجامعات أو وظائف مناسبة للبنات، وفيها يُعرَّج على أحاديث الخطبة والزواج في الجلسات الطويلة! وقد تُحضر بعض الأمهات أطفالهن مما يعرضهم للأمراض أو الاختطاف! ويجدر بالحملات وقف اصطحاب الأطفال للحج مهما كانت المغريات، وكان عليهم توفير المناخ التعبدي وبث الوعي الديني والسلوكي داخل المشاعر والتنبيه للمخالفات الشرعية وحث الناس على استغلال الوقت للعبادة فأيام الحج قليلة وقصيرة وسريعة، وقد لا تتكرر في أيام العمر القادمة مرة أخرى.
فعلى الحملة النظر إلى هذه الأمور، إلى جانب عنايتها بالربح فعليها مسؤولية التوعية والإرشاد.
ولابد أن يدرك القائمون على حملات الحج بعد انتهاء موسمهم أن التقوى والورع سبيل إلى مرضاة الله وحده وأن الإجحاف بحق الحاج طلباً للربح المادي يُعد خسارة في الدنيا والآخرة.
فالسمعة مهمة في هذا المجال وهي سبب للرزق ولاسيما في الحج، تلك الشعيرة العظيمة، وافتقار تلك الحملات للاستعداد الجيد وتقديم خدمة مناسبة يُعد خيانة للعقد بين الطرفين، وعدم وصول الخدمة لطالبها يفتح مجالاً للغو والجدال والابتعاد عن الروحانية المطلوبة، فالتوتر والانزعاج والإثارة مدعاة إلى الغضب المؤدي إلى فساد الحج أو عدم تمامه.
كما أن فتح مجال الشكوى والتذمر للمختصين لا يجدي!! فالحاج قد تكبد العناء ولم يحصل على الخدمة المأمولة، وحين تفرض وزارة الحج تأميناً أو ضماناً بنكياً بدل خدمة حاج بما مقداره 2500 ريال فهل هذا مطبق بالفعل؟ أم أن الشكاوى لا تجد لها صدى؟! وما فائدة الشكوى بعد انتهاء الفريضة؟ وهي غالباً ما تكون مرة واحدة في العمر.
ولعل وزارة الحج تعلم أن هناك حملات تحمل مسميات مختلفة مع بقاء صاحبها واحد لا يتغير وهذا مما يزيد في صعوبة السيطرة على تلك الحملات ومقاضاتها في حالة الإخلال. وعتبنا يطول على تلك الحملات التي يفترض أن يكون القائمون عليها ونحسبهم كذلك ممن يتسمون بالورع والتقوى مع الكسب الحلال الذي يتناسب مع عِظم هذه الفريضة.
ونأمل تلطفهم في الوقت ذاته بتوحيد خدمات الحج لجميع الحجاج وذلك بإيقاف تصنيفها إلى فئات «أ، ب، ج، د، ه» وبقية الحروف الأبجدية طلباً للمساواة التي فرضها الله عزَّ وجل في الملبس فلا بد أن تنسحب على بقية الأمور الأخرى التي يظهر التباين فيها جلياً بين الناس.. وفي توحيدها وقف للتنافس بين الحملات والمباهاة التي وصلت إلى مخالفات شرعية لا ينبغي الدخول في تفاصيلها حتى كاد يُصنَّف الناسُ على حسب الحملة التابعين لها!!!
لذا فإننا نحمّل وزارة الحج مسؤولية خدمات الحج التي ينبغي متابعتها وتصحيح أوضاعها ومعاقبة المقصرين والاستماع لشكاوى الحجاج المتضررين وذلك بإظهار وإعلان الخط الساخن لكل الحجاج لتلقي ملاحظاتهم ووضع استبيانات قبل الحج وبعده لتقييم الحملات، ويمكن إيقاف بعضها ممن لا تلتزم بالعقد المبرم الذي نأمل أن يكون موحداً بين الحملات.
وإن كان الأمل الأكبر هو إنشاء مؤسسة أو شركة مساهمة كبيرة تضم جميع حملات الحج الصغيرة للقضاء على سلبياتها ومنها نشوء ظاهرة التعاقد من الباطن وفيها يتم إسناد الخدمات إلى حملة أخرى، وهذا بلا شك يتسبب في سوء الخدمة المقدمة للحاج وضياع المسؤولية نتيجةً لافتقار الخبرة في هذا المجال.
وعلى جانب آخر على وزارة الحج تسهيل مهمة الحملات حيث يلاحظ ارتفاع إيجار الخيام وعدم مساواتها بالمؤسسات التجريبية لحجاج الخارج ومعالجة وضع دورات المياه، حيث إن المقرر حالياً 83 حاجاً تخدمهم دورة مياه واحدة. فلا بد من زيادة أعدادها.كما أن مساعدة القائمين على الحملات ومعالجة العقبات التي تعترضهم من شأنها أن تحسن الخدمة المقدمة للحجاج لأن الهدف الرئيس هو خدمة الحاج لأداء فريضته بيسر وسهولة. والدولة تستنفر كل طاقاتها وتجند كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن من جميع أصقاع الدنيا، فحري بالوزارة الاهتمام بحجاج الداخل أيضاً.
فضلاً عن كونه مؤتمراً إسلامياً لملتقى الشعوب.
فكل من قدم خدمة وسهل أمراً سواء من موظفي الوزارات المختلفة أو القائمين على الحملات فيما بينهم، ويبتغي من وراء ذلك أجراً فقد نجحت مساعيه وربحت تجارته، وعليهم الحرص على دعاء الحجاج لهم، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صُنِعَ إليه معروفٌ فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء» وأنعم به من ثناء..

ص.ب: 260564 الرياض 11342

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved