حسنا ما فعلته وزارة المعارف حينما سجلت النصائح للطلاب فوق الكتب الدراسية ليحافظوا عليها، وحسنا ما حرصت على انتقائه لذلك من عبارات وألفاظ ولكن هل حققت تلك النصائح الهدف المقصود منها؟
إنّ المتأمل والمتابع لما تؤول إليه حال الكتب المدرسية في نهاية كل عام دراسي يشك في أن هذه النصائح قد حققت الكثير، ويكفي أن يقع نظرك على كتاب مُلقى هنا وآخر هناك مع ما يحمله من فكر وثقافة وعلم!!
إن الأمر يحتاج إلى مزيد من التأمل ومزيد من الاجراءات، فالكتب الدراسية تقدمها الدولة مجاناً للطلاب لتوفير التعليم للجميع، وتنفق أموالاً طائلة في هذا السبيل ولا تدخر وسعاً فيه، وإذا ما تأملنا ما يحدث للكتاب المدرسي في نهاية كل عام، أدركنا تقصيرنا في تحسين تعامل الطلاب معه بما يستحقه الكتاب من احترام وتقدير.وليس معنى ذلك أن يذهب التأمل بنا بعيداً لندعو إلى فرض رسوم ولو رمزية على الكتب المدرسية، ذلك لأن سياسة الدولة - أعزها الله - تؤكد على مجانية التعليم كما أننا لا ندعو إلى معاقبة الطالب إذا أساء على كتابه المدرسي - وإن كان ذلك مطلوباً في بعض الأحيان - ولكن الموقف يتطلب المزيد من التفكير في كيفية الاستفادة من هذه الكتب لتكون أكثر فائدة في إطار من الواقعية بعد أن ينتهي الطالب من دراستها، وبعد أن تكون جدوى إعادة تسليمها للطلاب منخفضة وغير ذات بال، والقائمون على أمر طباعة هذه الكتب وتوزيعها على الطلبة قادرون على أن يتأملوا هذا الأمر وأن يصلوا من خلال خبراتهم إلى حلول مناسبة وفعّالة وهم يبحثون في اقتصاديات التعليم.
|