أكثر من اربعين عاماً وهما يتنفسان الحياة بصخبها وبهدوئها يقاومان ويقاومان حتى تولد في طريقهما بصيص الأمل في ركوب موجة التقدم الرياضي .. يركبان سويا ويبحران رغم الامواج القوية.. وحين أحسا بالأمان بدأت خيوط الأنانية والذاتية تحل مكان خيوط الود والتوافق يفترقان وتبدأ خطوط الرحلة تتغير ويصبح العنوان «قطع طريق التفوق» والحارة تدعى «افعل ما بوسعك لاضعاف خصمك حتى ولو لعب ضد أي فريق» والشارع اسمه شارع الجهل والتخلف الدولي.
يمضيان طويلاً في رحلتهما غير المحددة الأهداف كلاهما يسابق الزمن ليضحك على غرق الآخر وللأسف هما لا يدركان أن ذلك العنوان ليس له مقر بل له نهاية هي الغرق والهلاك والاضمحلال والنسيان.. يصران على المضي قدما رغم تحذيرات التاريخ، يكابران بغرور ليأتي الامتحان الحقيقي ويصعدا إلى تلك النافذة «دوري الأضواء» في موسم واحد وللأسف فرحلتهما لم تأخذ تلك المدة الكافية حتى نستطيع أن نقف عندها فهويا غير مأسوف عليهما ولكن هل اعتبرا من ذلك الدرس البليغ..؟! الاجابة تبدو غامضة شيئاً ما فهناك من أيقن بعدم جدوى المكابرة والغرور وهناك من ظل يقاوم بفكره ولسانه لتصبح تلك المنافسة الساذجة التي ليس لها هدف ولا تطور هي «العبارة» الرسمية عند ذكر أحد الناديين..
هنا يجب ان يتوقف الانسان المنتمي لأحد الناديين ويسأل نفسه عن الواقع الذي جناه الفريقان بفضل تلك المنافسة؟!! أموال تهدر وشباب يسيح بفكره ليحجزه في ذلك الافق الضيق والعاب تترك شتائم هنا وشتائم هناك استهزاء .. آه
نسيت.. حتى الآخرون بدءوا يحسون بنا بل ويستغلون ذلك عند حلولهم ضيوفا مع فرقهم .. انه الوجه الرياضي المتهالك .. القبيح.. ذلك الذي رسمه لنا أناس كنا نعتقد «أمانة» أنهم أكبر من يلحقون «عار» الرياضة بمدينتنا .. أصبحنا محل التهكم والسخرية من الآخرين .. هل نسي الرائديون تاريخهم وهم يسطرون ملاحم التحدي في الأضواء.. ما الذي تغير..؟! هل نسي التعاونيون تاريخهم وهم يقفون الطرف الأول في نهائي كأس الملك .. ما الذي حل بفريقهم..؟! انها خزعبلات التنافس المزعوم.. ويا له من تنافس لقد جعل من كلا الفريقان حتى وإن ابتعدا بفعل «الدرجات» يغمضان الاعين عن تاريخ مجد وانجاز.. لأجل ضحك واستهتار وتشفٍّ.. ولكن هل هناك بارقة أمل تعيد مراكبهما إلى عنوانهما القديم؟!!.. أظن أن الاجابة «نعم» ولكن أين يمكن أن تخرج المثالية في تلك الأرض المريضة..؟!
|