|
ليس صحيحاً أن خروفي يتكلم ولكن استطعت خلال عيد مضى أن أشعر أحد أبنائي الصغار بأن الخروف الذي اشتريته للنحر في عيد الأضحى يفهم ويتكلم بلغة غير لغتنا المعروفة ويجب عدم الاضرار به أو ايذائه حتى لا يغضب علينا والده الخروف الكبير. وربطت الخروف بعد ذلك ووضعت له قليلا من الزاد والماء وخرجت، وعند عودتي وجدت صغيري جالساً بجوار الخروف ويتحدث إليه ببراءة الأطفال وكان يقول له: أنت خروف طيب كثير!! وكان الخروف يصدر أصواتاً كان الصغير يترجمها على انه تفاهم مع الخروف وتجاوب مع براءته، كما غنى له أنشودة الفنان فهد الحيان (خروفي خروفي لابس بدلة صوفي) واستضاف عددا من أقرانه ليعرفهم على صديقه الخروف وقدرته على التخاطب معه وكانوا يضحكون سعداء، واستمرت العلاقة القائمة بين الخروف والصغير حتى جاء اليوم الذي ليس من بد وهو يوم عيد الأضحى، وجاء الجزار وأخذ يسن سكاكينه استعداداً لذبح الخروف، وحضر الصغير إلى موقع الذبح وتساءل ماذا تفعلون؟؟ قلت له لقد أخذنا اذنا بذبح الخروف! فقال الصغير لماذا؟ إنه صديقي. فقلت له إن هذا الخروف مخصص للذبح! بكى الصغير وتألم، وهو يشاهد الجزار يذبح الخروف ويعلقه لسلخه وتقطيعه مبديا احتجاجه الذي لم يجد آذانا صاغية، وقد وصلت مرحلة الزعل عند الصغير إلى الامتناع عن تناول لحم صديقه الخروف احتجاجا على ذبحه. (*) مكتب المدينة المنورة
|
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |