* العواصم الوكالات:
هددت روسيا التي تشكل مع فرنسا وألمانيا وبلجيكا أبرز المعارضين الغربيين لخطط الحرب الأمريكية ضد العراق أنها قد تلجا إلى استخدام حق النقض «الفيتو» في الوقت الذي يجتمع فيه مجلس الأمن للاستماع إلى أحدث تقرير لمفتشي الأسلحة عن مهمتهم في العراق في حين قال المستشار الألماني شرودر إن قرارمجلس الأمن رقم 1441 لا يمهد للتحرك العسكري التلقائي ضد العراق.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء في مدينة بوردو الفرنسية أن روسيا ستستعمل حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي «إذا لزم الأمر» مشيرا خلال لقاء مع صحافيين أن بلاده لجأت عدة مرات إلى استخدام حق النقض وإذا لزم الأمر فهي ستفعل ذلك مجددا».
وأضاف «لا أعتقد أن علينا في الوقت الراهن الدخول في جدال حاد حول هذه المسألة» موضحا أنه «لن يؤدي هذا الأمر سوى إلى تعقيد اتفاقاتنا المقبلة مع بعض شركائنا في مجلس الأمن الذين لا يشاطروننا الرأي حتى الآن».
وأوضح «مواقفنا مع فرنسا هي عمليا متشابهة».
ويفترض أن يقدم رئيسا المفتشين في العراق هانس بليكس ومحمد البرادعي اليوم إلى مجلس الأمن تقريرا حاسما حول مهمتهما ومستوى التعاون العراقي خلال الاجتماع.
وأشار الرئيس الروسي من جهة أخرى إلى أن «الأسوأ يكون في حصول انشقاق داخل مجلس الأمن» موضحا «لكن مهما كانت خلافاتنا، سوف نواصل التعاون مع جميع شركائنا حول جميع المسائل ذات الاهتمام الدولي ومن بينها محاربة الإرهاب».
قال أيضاً إن «الحرب هي دائما خيار أخير» موضحا أنه لا يرى في الوقت الراهن أنها «ضرورية».
وأضاف أن «قرار مجلس الأمن يجب أن يؤخذ على أساس نتائج تقرير مفتشي الأمم المتحدة» موضحا أنه «إذا كان العراق لا يتعاون مع أعضاء مجلس الأمن فسوف نكون على استعداد لبحث امكانية ممارسة ضغط أكبر» على هذا البلد، ولم يقتصر الكلام عن الفيتو على روسيا فقط فقد تناولته ولو من منظور آخر بغداد التي دعت دول مجلس الأمن الدولي إلى استخدامه ضد أي قرار يسهل للولايات المتحدة ضرب العراق.
وقال نائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان في لقاء مع قناة العراق الفضائية إن «أي مشروع يضيف أي فقرة على القرار 1441 وأي إشارة في تسهيل مهمة العدوان (على العراق) يجب أن يقابل بالفيتو ليس فقط من جانب فرنسا بل أي دولة أخرى».
ومن جانبه قال المستشار الألماني جيرهارد شرودر أمس الخميس إن قرار الأمم المتحدة رقم 1441 لا يمهد تلقائيا للتحرك العسكري ضد العراق وقال أيضاً إنه لا حاجة لحلف شمال الأطلسي لأن يبت في الترتيبات الخاصة بدفاعات تركيا في حالة نشوب حرب في العراق قبل التقرير الذي يقدمه مفتشو الأمم المتحدة لمجلس الأمن اليوم الجمعة.
وأضاف المستشار الألماني أن أغلبية أعضاء مجلس الأمن يشاركون ألمانيا في آرائها عن أهمية خطوات السلام، واستبعد تأييد قرار حرب على العراق في حالة إجراء اقتراع في مجلس الأمن.
هذا ويتوجه وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر اليوم إلى نيويورك لترؤس اجتماع مجلس الأمن حيث تتولى ألمانيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن رئاسة المجلس لشهر شباط/فبراير.
وفي واشنطن أعلن مسؤولون أمريكيون أن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول سيحضر اجتماع المجلس.
وكان باول أعلن يوم الاربعاء أمام لجنة في الكونغرس أنه ينوي معارضة المطالب الفرنسية والألمانية بتعزيز عمليات التفتيش مؤكدا أن هدف فرنسا وألمانيا «إنقاذ» النظام العراقي.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا ازنار إنه يعمل مع الرئيس الأمريكي جورج بوش لحشد تأييد لقرار للأمم المتحدة يجيز استخدام القوة العسكرية لنزع سلاح العراق.
وإسبانيا عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المؤلف من 15 دولة وحليف قوي لبوش في مواجهته من العراق.
ويشارك في اجتماع اليوم أيضاً وزير الخارجية تانغ جياكسو وسيدعو إلى اعتماد حل سياسي للأزمة.
يذكر أن الصين هي عضو دائم في مجلس الأمن وتتمتع بحق النقض (الفيتو).
|