Thursday 13th february,2003 11095العدد الخميس 12 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

18/12/1389هـ/ الموافق 24/2/1970م/ العدد 282 18/12/1389هـ/ الموافق 24/2/1970م/ العدد 282
من الذاكرة
يكتبها: محمد الغزولي

كانت جموع المواطنين تتقاطر زرافات ووحدانا.. إلى الأرض الفضاء بمنطقة الغرابي، في شارع البطحاء، طيلة أيام العيد.. ومع الصباح الباكر من كل يوم عيد.. تقرع الطلوب في دقات رتيبة، ويتحلق ذلك الحشد في ثياب العيد الزاهية.. يحملقون وقوفاً في ضارب الطبل، ويطول بهم الوقوف دون أن ينال التعب منهم إلا قليلا، فهم في نشوة غامرة بهذه التسلية الهادئة البسيطة، ويمتطي البعض منهم أرجوحة على جذوع أشجار ضخمة، تتوسط الساحة التي تمتلئ بكل شيء.. إطارات سيارات مستهلكة وأكوام قمامة.. وبقايا شحوم وزيوت.. وهياكل سيارات.. «ولواري» «وتاكسيات».
أما المقاهي الشعبية التي تحد الساحة شرقاً، فهي متخمة بجموع المتفرجين، على مقاعدها وفوق سطوحها، يستمعون إلى الدقات الرتيبة لطبول العيد، ويتسلون بلعب الورق، أو ارتشاف الشاهي.. أو تدخين الأرجيلة.. أو التفرج على بعضهم البعض..
مشهد رائع حقاً.. يعبر عن أصدق مشاعر البهجة.. والانطلاق من متابع الحياة اليومية العادية «وروتينها» الرتيب الممل.
وليكن أليس من الممكن العمل على تنسيق وتطوير هذا المهرجان الشعبي.. بحيث تتضاعف مشاعر البهجة.. وتزداد وسائل التسلية والمتعة البريئة؟!
لو أن حكومة المملكة كانت من نوع الحكومات التي تقتر وتبخل على شعبها بالمشاريع العمرانية والتطويرية لطويت القلم.. ولقلت لنفسي هامسا:
مالي ولهذا الحديث.. غير أن ما يلمسه الجميع من سخاء الدولة في الإنفاق على المشروعات الإنشائية والتطويرية، سخاء ضرب الرقم القياسي بين دول العالم النامية كافة، هذا السخاء في الإنفاق على تحضير البلاد وتطويرها.. هو الذي يجعل الإسهام بالرأي الهادف البناء أمراً تفرضه أصول المواطنية الصالحة:
لماذا لا تنشأ ساحة شعبية شاسعة.. وسط حديقة مترامية الأطراف.. تحيط بها الأشجار.. وتتخللها الأزاهير والنوافير والبحيرات.. تنتشر في أرجائها وسائل التسلية البريئة.. بل مدينة للتسلية.. على مستوى وأماكن للعرض التليفزيوني.. وملاعب لكرة الطاولة.. ومطاعم ومقاهٍ.. وأكشاك تعزف فيها الموسيقى أيام الأعياد..
بل في يوم الجمعة من كل أسبوع إلى غير ذلك من وسائل التسلية.. ومواقف للسيارات.. وغرفة للهاتف الآلي.. وفرع صغير للشرطة والمرور والنجدة..
إن مدينةا الرياض الضخمة بحاجة إلى هذه الرئة الكبرى.. وليس هناك عائق على الإطلاق يحول دون تنفيذ هذا المشروع.. فالأرض الفضاء موافورة بمساحات كبيرة في أطراف الرياض، ورغبة الدولة في إنجاز كل مشروع من شأنه إسعاد هذا الشعب، متوفرة أيضاً إلى أبعد الحدود ولله الحمد.. وحسبنا أن نعلم على سبيل المثال:
ان في مدينة الرياض استادين رياضيين كبيرين.. وهناك ستاد رياضي بالغ الضخامة بسبيل الإنشاء.
ثلاثة استادات رياضية في مدينة واحدة!!
ومن الناحية الثقافية.. أوشكت على الاتمام قاعة المحاضرات الكبرى التابعة لوزارة المعارف، التي شيدت في المربع.
وهناك قاعة دولية للمؤتمرات يجري إنشاؤها بالقرب من معهد العاصمة النموذجي، وبجوارها فندق عالمي من الطراز الأول.
أما المختبرات الحديثة لتعليم اللغة الإنجليزية، فهناك أربعة منها في الرياض، اثنان تابعان للمعارف وثالث تابع لمؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية، والرابع بمعهد الإدارة العامة.
ولكن لا توجد ساحة شعبية نموذجية كاملة التجهيز.. فيها ضخامة العاصمة الرياض.. وسخاء الرياض.. وأناقة الرياض.
ساحة شعبية وحديقة كاملة للتسلية.. أراجيح..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved