حين ساهم محمد الدعيع مع بقية زملائه على مدى خمسة عشر عاماً في تحقيق الانجازات الوطنية الخالدة والبطولات والكؤوس الفاخرة..
وحين تفرد بالالقاب العربية والآسيوية الرسمية ومنها حارس القرن في أكبر قارات الدنيا..
حين ذاك استكثر الكثير منا منحه جزءاً يسيراً مما يستحقه وهو اللاعب الخلوق والمبدع الذي لوى الاعناق وألهب الاكف تصفيقاً لتميزه وتفرده..لم ننصفه أبداً وهو مع كل لقب يهديه للوطن يزداد نضوجاً وتألقاً حتى ذاع صيته ليصدح في ارجاء المعمورة.
هو باختصار قصيدة ابداع .. وقصة تألق وشموخ .. ومنظومة انجازات غير عادية بقدرات عالمية..
حتى وهو يغادر الطائي اختار الطريقة المثلى والمثالية لكيفية وفاء الابناء مع أهلهم وذويهم مبادلاً الوفاء بوفاء مثله.. وراسماً نهجاً جميلاً ستذكره الاجيال طويلاً جداً.
لاعب يمارس الكرة بأخلاقيات الفرسان الكبار وفنيات الموهوبين والمبدعين وعلمته تجربته الدولية التواضع عند الانتصار .. والابتسامة عند الخسارة..
خط له منهجاً ومساراً فريداً أعجب القاصي قبل الداني.. وطوال مسيرته تلك كان الكثيرون يبحثون عن أي خطأ أو هفوة في مباراة حتى لو كانت ودية..! ليمطروه بوابل من السهام ولكنه في كل مرة ينهض ويعود أقوى مما كان..
كان يرمي كل تلك الانتقادات وراء ظهره لأنه تعودها في كل مرة ولديه المناعة الكافية لاتقاء شرورها..!!وهذا هو سر محمد الدعيع الذي غاب عن مخيلة الكثيرين .. فسقطوا أمامه وخسروا المعركة ضده..!!
هو ثروة وطنية ورمز كبير فما بالنا نتصيد أخطاءه وننساق خلف ممن تعنيهم مصالح انفسهم قبل أي شيء آخر؟!.
|