من أجل ضرما.. العيسى يعقب على العيسى!

تطلعت كثيراً لرؤية مقال تعقيبي يصحح تلك الأخطاء الكثيرة التي وردت في صفحة حدود الوطن تلك الصفحةالتي تكلمت عن بلدتي «ضرماء» على مدى حلقات ست، وقد قيض الله لتطلعي ذاك شاباً أجاد وأفاد وهو من أهل الاختصاص في البحث العلمي التاريخي ومن الذين أمضوا الأوقات الطويلة في هذا الفن أو بالأصح هذا العلم.
ذلكم هو الأستاذ ابراهيم بن عيسى العيسى فهو بحق ومن باب الإنصاف لهذا الرجل الذي أعرفه عن قرب بحكم صلة القرابة بيننا.. فذ في هذا المجال.. ومن الذين لديهم القدرة والعلم في تفنيد كثير من المغالطات والأخطاء التاريخية التي سرت بين كثير من المتعاملين مع هذا الفن على أنها حقائق وهي التي ليس لها أي أصل خاصة ما يتعلق بتاريخ نجد.
جاء ذلك التعقيب في العدد رقم 11082 الموافق ليوم الجمعة 28/11/1423هـ والذي تمثل في تصحيح المعلومات التاريخية المغلوطة التي وردت من معدي حلقات «ضرماء» اللذين لم يكلفا نفسيهما عناء التأكد من صحة ما يقدمانه للنشر على أنها حقائق لا تقبل الشك وهي ياللأسف أخطاء جلية لا ينبغي ان تكون في مثل هذا المجال وفي صحيفة سيارة كصحيفة الجزيرة التي بيني وبينها عهد قديم لا يزال بحمد الله مزهراً بأزكى الرياحين.
وليس لدي جديد أقدمه في هذه العجالة سوى تساؤلات تخطر ببالي كثيراً عندما قرأنا تاريخا يعج بألوان المغالطات والأوهام التي تتسبب بشكل مباشر في رسم صورة مشوهة في أذهان كثير ممن يطلع عليها خاصةإذا كان ليس من أهل التمييز في التدرج التاريخي وربط الأحداث بعضها ببعض والممكن وغير الممكن والأهم من ذلك كله صحة المصادر التاريخية.
أهم تساؤل أطرحه بين يدي الأستاذ ابراهيم العيسى هو ما الذي يمكننا فعله الآن نحن كقراء بالدرجة الأولى تجاه ما يقع في أيدينا من مصادر تاريخية بمعنى كيف يمكن للقارىء التثبت من صحة ما يرد في هذه المصادر؟ أيعقل أنني كلما أردت ان أقرأ كتاباً في التاريخ ان الهث وراء من أراهم أهل تمييز؟ كيف يمكن لي ان أرسم خطاً مستقيماً لا أحيد عنه وأثق به؟
وتساؤل آخر.. أو بمعنى أصح رجاء وأمنية وهو ألم يحن الوقت لاخراج مؤَلَف، بفتح الهمزة واللام يفند هذه الأخطاء التي سارت مسار الحقائق ويعيد الأمور الى نصابها ويعطي كل ذي حق حقه؟
قد أكون مغرقاً في التفاؤل ولكنني على يقين ان هناك جهابذة لو أعطوا الفرصة في الدعم لفعلوا الكثير في هذا المجال اضافة إلى ذلك أننا نحتاج فعلاً الى من يظهر ما خفي من معلومات تاريخية ويصحح ما أعتقده الكثير صحيحاً من أحداث لم ترد بشكل سليم أو أنها ليست موجودة أصلاً، وأظن ان هذا ليس مستحيلا بل من الممكن والممكن جداً.