Thursday 13th february,2003 11095العدد الخميس 12 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مقالة العشماوي ودعاة الرياضة في مدارس البنات مقالة العشماوي ودعاة الرياضة في مدارس البنات

الكاتب المتميز هو الذي يجعل من قضايا أمته ومجتمعه نصيباً من مداد قلمه ونبض قلبه وهاجس فكره يعايش الهموم ويطرح الحلول لكل ما يتناوله ويتعرض له في مقالاته وهذه النوعية من الكتَّاب تحظى بشعبية كبيرة من القراء والمتابعين ويعد الكاتب المتميز بجريدة الجزيرة الاستاذ عبد الرحمن العشماوي واحداً ممن سكن قلوب المتابعين له سخر الحرف الصادق والكلمة المؤثرة في مقالاته وغاص في بحور الشعر يستنهض همم الأمة الاسلامية ولم ينس قلمه قضايا مجتمعه الداخلية من خلال أطروحاته القيمة ففي عدد الجزيرة «11034» الصادر في 10/10/1423هـ كنا مع موعد دفق قلم اتحفنا قلمه الشيق وكلمته الصادقة بتطرقه لموضوع في غاية الاهمية والذي جاء من منطلق الغيرة على عقيدتنا لكل ما يخالفها والمحافظة على قيمنا واخلاقنا لكل ما يدنسها ولذا جاء تعليق العشماوي في محله حيال التحقيق الذي نشرته الجزيرة الذي يتضمن الدعوة الى اقرار الرياضة في مدارس البنات لعلاج البدانة والسمنة في المرأة السعودية ولأهمية الموضوع والذي يحتاج مزيداً من التوضيح والتحليل فأقول مستعيناً بالله ومستمداً منه التوفيق ان مشكلة السمنة ليست مقتصرة على المرأة السعودية فقط فكثير من دول العالم تعاني منها وخاصة المتحضرة منها والمتطورة بسبب ما افرزته الحياة العصرية وما اثرت به الحضارة والثقافة الغربية على المجتمعات العربية والخليجية على وجه الخصوص التي أبرز سماتها الاندفاع المحموم لكل ماهو مستورد وغريب يدفعها الى فعل ذلك مجاراة الآخرين ومحاكاة العصر دون النظر لما يخالف العقيدة او لا يتماشى مع قيمنا وعاداتنا الاصيلة فموضوع الرياضة في مدارس البنات طرح اكثر من مرة وجاءت ردود الافعال برفضه من فئة كبيرة من افراد المجتمع نساء ورجالا والتي تستند على القاعدة الشرعية القائلة «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» وكون الحجة التي يستند عليها دعاة الرياضة باطلة والمبررات خاطئة والمفاهيم منكوسة وبالغوا بالموضوع واعطوه اكبر من حجمه دون الاشارة للعوامل المتسببة والتي قد تكون بيئية او وراثية او فسيولوجية او قلة حركة وانعدام النشاط البدني وهذا الاخير يعتبر السبب الاول من مسببات السمنة والتي كان حرياً ان يفصح عنها ويكشف حقيقتها بدلا من المراوغة والتحايل عليها وكون التحقيق الذي استضاف عدداً من المتخصصين والمتخصصات ناقشوا الموضوع من زاوية طبية بحتة وكوننا مجتمعاً لنا خصوصيتنا التي تميزنا عن غيرنا فليس ما يصلح لغيرنا يصلح لنا فكل مجتمع له عقيدته وقيمه ومنها تستمد اخلاقها وقيمها وعاداتها فمشكلة السمنة التي تعاني منها المرأة السعودية ناتج اكثرها من الخمول والكسل بسبب الرفاهية والحياة المدنية نظير الوضع الاقتصادي الجيد الذي تتمتع به وهذا ادى الى الاعتماد الكلي على الخادمات بادارة شؤون المنازل واستقدام المربيات ليتولين تربية الاطفال والاعتماد كثيرا على المطاعم ومراكز الوجبات السريعة لتناول غالبية الوجبات الغذائية والاعتماد على المواد المغلفة او المعلبة والمشروبات الغازية ومن ثم الجلوس طويلاً على المقاعد الوثيرة امام شاشات التلفزة والتنقل من قناة الى قناة او قتل الوقت الممل بالتحدث عبر الهواتف الثابتة او النقالة مع الصديقات والصاحبات وبهذا الروتين تشل حركة الجسم فلا طاقة تستهلك ولا جهد بدنياً يبذل والنتيجة حتمية ترهل الاجساد وازدياد الاوزان وانتشار امراض السكر والضغط وكون التحقيق لم يكن دقيقا في طرح الموضوع من كافة جوانبه ومناقشة الاسباب حتى انتفت وسائل الحلول ومسببات العلاج الا من خلال اقرار الرياضة في مدارس البنات ولو طرح سؤال من خلال التحقيق لماذا الخادمات والمربيات لا يعرفن امراض التخمة والسمنة على الرغم من انهن يسكنَّ مع تلك العائلات التي تشتكي من هذا المرض؟ ولكن لو بذلت المرأة جهدا بسيطا في تدبير منزلها وحركت اعضاء جسدها لاحست بالصحة والعافية وان احتاجت لمزيد من النشاط فيمكن ان تمارس الرياضة داخل بيتها اما عن طريق الاجهزة الرياضية او ممارسة اي نشاط بدني آخر وان لم يفدها هذا ولا ذاك فمراكز التخسيس متوفرة ومتيسرة.. ان من طالب باقرار الرياضة بذلك التحقيق قد جانبه الصواب ولم يكن محقاً حتى وان كان متخصصاً او متخصصة في مجال الطب لان مفاسدها عظيمة واخطارها جسيمة وآثارها كبيرة ونتائجها لا تحمد العواقب في العاجل والآجل فتجارب الدول المجاورة لنا عربية وخليجية عبرة وعظة لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد.

ناصر بن عبد العزيز الرابح مشرف تربوي بتعليم حائل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved