فرحت ثم حزنت ثم فرحت فاستبشرت!! فرحت لما قرأت خبر زراعة الكبد، فدعوت الله له بالشفاء والاجر، ثم حزنت لما سمعت ان الله اخذ ما اعطى..
وفرحت واستبشرت بالخير لما اعرفه عن هذا الرجل الذي اعطى من وقته وجهده، وامكاناته للعمل الخيري، الذي عرف به ومن خلاله انشئت هيئة الاغاثة، اول هيئة اسلامية عالمية، بالمملكة وفي غيرها.
هذا الرجل له فضل كبير علي، وعلى كثير من العاملين في المجال الخيري، فله الفضل بعد الله في انتشار الهيئة في المملكة وفي العالم كله.
كان الرجل - يرحمه الله - متواضعاً مبتسماً، شعلة من النشاط، صحبته في رحلات الداخل والخارج، فوجدته يحث على فعل الخير واحتساب الاجر على الله، اسس العمل التطوعي، وشحذ الهمم، وجمع المال والرجال فوصلت الهيئة في عهده الى اقصى العالم، وشاركته نخبة من الرجال المختصين في الشرع والطب والاقتصاد، و الادارة. يهتم بالاعلام، يواكب الحدث، يراعي المصالح والمفاسد ويسعى إلى ان يشارك الجميع بالجهد والمال، يحافظ على الموارد، حتى تصل الى المحتاجين، بأسرع وقت وأقل تكلفة.
حقاً عشنا في عهده افضل الايام ومازلنا، واكثر الانجازات، رغم الظروف القاسية، من حروب وتشريد، وجفاف، وزلازل، في عهده كفلت الهيئة اكثر من خمسة وسبعين الف يتيماً ويتيمة، وكان يطمح الى ان يصل الى مائة ألف، وبنى أكثر من ألف مسجد، وكفل أكثر من ألف وأربعمائة معلم، وأنشئت المدارس بل الجامعات، بل وصل عدد الدارسين في حلقات القرآن أكثر من سبعين الف دارس. والهيئة لم تنس المرضى، فأنشئت لهم المستشفيات التي بلغت تسعة مستشفيات، وثمان وتسعين عيادة ومستوصفاً، الى آخره من المشاريع الاغاثية والتعليمية.
سعى الى ان يصل المليار ليكون وقفاً خيرياً، وسماه بسنابل الخير، ووصل الى ما يقارب هذا الرقم، ذكرت هذه الخلال، عرفاناً بالجميل، ونبراساً للسائرين على هذا الطريق، وما ذكرته فهو على سبيل الاجمال والاختصار، وانني في هذا المقام اعزي انفسنا والعاملين بالهيئة في الداخل والخارج، والمستفيدين، منها برحيل هذا الرجل الذي ادعو الله سبحانه وتعالى ان يجزل له المثوبة وان يجعل ما قدمه صدقة جارية له ولوالديه واهله واولاده وان يغفر الله لنا وله وان يجمعنا واياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وان يجعل ما اصابه تكفيراً له، وليبشر اهله بأن المبطون شهيد، كما انني في هذا المقال اقترح ان تتبنى الهيئة انشاء مراكز اسلامية في عدد من الدول تحمل اسمه وتكون صدقة جارية له. كما ادعو اخواني العاملين والمتطوعين ان يتم عمل وقف خيري في المملكة له ولاولاده، وان لا ننسى زوجته واولاده بالرعاية وتفقد الاحوال وبذل ما يحتاجون اليه، يا آل فريد اصبروا واحتسبوا فان لله ما أعطى وله ما أخذ.. {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
د. سليمان بن حمد الصقري/الاستاذ بفرع جامعة الإمام بالقصيم والمشرف الإقليمي لهيئة الإغاثة في القصيم
|