حقيقة ان انشاء الهيئة العليا للسياحة بالمملكة لهو قرار صائب وأمر مطلوب اقتضت الحاجة اليه فكان من الأمور الضرورية والواجب توفرها لأنها مطلب وطني استلزم الجميع تطويره وتنميته وتقع مسؤوليته على الجميع حيث تتضافر الجهود كل فرد فيما يخصه وان ما قامت به الهيئة من اعمال على صغر سنها حيث انها ولدت في 12/1/1421هـ بقرار كريم من مجلس الوزراء ودراسات شاملة احدثت بموجبه لهو أمر يشكرون عليه ونأمل المزيد منهم فبدأ بدايات حسنة حيث انهم قاموا بمسح جميع المواقع الأثرية والسياحية في المملكة ووضع الخطط والاستراتيجيات لهذه المواقع واقاموا مشروع تنمية السياحة الوطنية على فترة طويلة لمدة عشرين عاماً يتكون من مرحلتين ووضعوا له الخطط الخمسية والمراحل التي يتم انجاز أعمالهم بها. ولست في مقالي هذا بصدد الأعمال والانجازات التي تقوم بها هذه الهيئة ولكنني أطلب المزيد مع ايماني القاطع بما يقال «ان اليد الواحدة لا تصفق» ولابد من مشاركة الجميع في هذا العمل لأن الفائدة تعم الجميع فمملكتنا حفظها الله تمتلك من المقومات والعوامل الرئيسية التي تساعد على قيام السياحة فيها ومن أهمها:
1- الأمن وهو العامل الأساسي لقيام السياحة في أي دولة من دول العالم ومتى فقد هذا العامل فقدت السياحة وكما تعلمون اننا ولله الحمد ننعم بالأمن والايمان ونحن ولا غرو فالدولة هي الاولى في العالم أمنيا ونحمد الله الذي حبانا هذه النعمة التي تكاد تكون ضعيفة او مفقودة في بعض دول العالم.
2- وجود الأماكن الأثرية في المملكة وتعددها.
3- الحرص التام على المحافظة على التقاليد الدينية والاجتماعية.
والسياحة بمفهومي المتواضع تنقسم الى قسمين «صيفية - وشتوية» والسياحة الصيفية لا اريد ان اتطرق لها لأنه كتب عنها الكثير ولكنني بصدد الشتوية منها وهي صلب موضوعي حيث ان حفر الباطن من مناطق المملكة التي يتوافد اليها الناس ليس من داخل المملكة فحسب بل من جميع دول الخليج خاصة اذا أنعم الله عليها بنعمة الامطار ولبست أرضها حلتها وتزينت بثوبها الأخضر وتأهبت لعشاقها تكون بذلك جنة الله في أرضه ترى المخيمات هذا بجانب هذا وترى السيارات بأنواعها ومختلفة لوحاتها من دول مجلس التعاون هم وعوائلهم يتلذذون بهذه الاماكن وينتشرون هنا وهناك بحثا عن «الكمأ» ونعمة الله في ارضه. ألا تحتاج هذه المحافظة من هيئة السياحة الاهتمام بها ودراسة مواقعها ومطالبة وحث رجال الاعمال على الاقبال والاستثمار بها والمحافظة على هذه الأماكن ايضا من ايذاء زوارها وتثقيفهم وحثهم على نظافة المواقع في اقامة اللوحات الارشادية؟
مع العلم ان محافظة حفر الباطن يقام بها سنويا وخاصة في أم رقيبة مزاينة الابل والتي يقوم برعايتها صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبد العزيز وتقدم فيها الهدايا والجوائز ويجتمع فيها أصحاب الابل وملاكها من جميع أنحاء المملكة والخليج احتفاء بهذه الجائزة وخاصة انها تحمل اسم مؤسس هذه البلاد رحمه الله فالكل حريص ان تكون من نصيبه.
فهيئة السياحة كان لها حضور في هذه المسابقة وقامت مشكورة بتوثيقها من خلال برنامج الثقافة والتراث وشاهدت بأم عينها كثرة الناس والزائرين لهذه المواقع وانني اتساءل ما دام الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بمواقع تصلح ان يقام فيها سياحة شتوية أمثال حفر الباطن والمناطق الشمالية ومواقع صيفية امثال المناطق الجنوبية حيث برودة الجو وهطول الامطار واخضرار الارض فما يمنع السائح ان يرتاد هذه الأماكن مع العلم ان هناك ملاحظات نرجو من مقام هيئة السياحة ان تقوم بدراستها والتحقق منها فهي ما زالت عائقاً بسيطاً في وجه المصطاف والزائر لهذه الأماكن وهي:
1- عدم وجود الأماكن الترفيهية في هذه المواقع الشتوية منها والصيفية.
2- عدم وجود المساكن وان وجد فهي بأسعار باهظة لا يقدر عليها عامة الناس.
3- عدم اقبال رجال الاعمال على الاستثمار في هذه المواقع وان وجد فبشكل محدود.
4- عدم وجود الكتيبات السياحية عن المناطق الاثرية والسياحية بشقيها.
وإننا على يقين تام ان هذه الملاحظات ستجد دراسة من قبل هيئة السياحة والاهتمام بها وآمل من الله سبحانه وتعالى في السنوات القادمة أن نجد اقبالا كبيرا على السياحة الداخلية سواء الصيفية أو الشتوية منها وكل عام وانتم بخير.
|