في أمريكا يتحدثون عن ترتيبات ما بعد الحرب، وبينما يسيطر الخلاف بين أبناء المعسكر الغربي الواحد حول ما ينبغي عمله تجاه العراق فإن الصراع يبدو انه يتفاقم داخل البيت الأمريكي ذاته.
ولسنا بصدد الرفض الشعبي الأمريكي الواسع للحرب ولكننا نشير الى الجدل الذي يدور بين النواب الأمريكيين حول استحقاقات هذه الحرب حيث بدأت الصورة تتكشف عن قصور التصورات لفترة ما بعد الحرب بينما الحرب تقترب بسرعة وفقاً لما يقال في الولايات المتحدة.
هذا القصور في التصورات دفع نواب أمريكيين الى الاعراب عن أسفهم على موافقة مجلس الشيوخ على القيام بعمل عسكري.. وهم يتساءلون عما اذا كان ينبغي اسناد مهمة النظام القادم في بغداد للمعارضة العراقية.. ويستبعد آخرون مثل هذا التوجه مشيرين إلى أن واشنطن لن تسمح للمعارضة بالتحكم في قدرات تخص كل العراقيين فضلاً عن ان واشنطن ستقدم مصلحتها على كل مصلحة أخرى، ولو كانت عراقية، لأن الولايات المتحدة تفترض انها يجب ان تجني المكاسب، ان كان هناك ثمة مكاسب، قبل أي جهة أخرى.
وتأتي الحيرة داخل دوائر صنع القرار الأمريكي بسبب غموض الخطط بعد الحرب التي تفترض الاطاحة بصدام حسين، فليس من المعروف كم سيستمر الاحتلال الأمريكي للعراق ونوعية الحكومة التي ستتسلم الحكم، وقبل هذا وذاك هناك تساؤلات حول المدى الزمني لهذه الحرب وهل ستكون مكلفة وهذا ما دفع نائب أمريكي الى الاقرار بأن الحرب ستكون فعلاً مكلفة وانها ستستغرق وقتاً طويلاً.
وهناك داخل الادارة الأمريكية، من يتحمس لهذه الحرب من باب انها تخدم مصلحة اسرائيل باعتبار ان الحرب ستدمر دولة عربية، ولطالما تمنت اسرائيل العيش وسط حطام الدول العربية، وهؤلاء يرون أيضاً ان الحرب ستكون بمثابة الزلزال الذي سيعصف بكل ما في المنطقة والاشارة هنا الى سقوط حكومات والاتيان بأخرى تكون موالية لاسرائيل، لكن هناك أيضاً في داخل الادارة الأمريكية من يحذر من اطلاق العنان للخيال في هذا الصدد مشيراً الى ان بيئة المنطقة لا تتقبل مهما كان انظمة موالية لاسرائيل.
|