* منى - محمد العيدروس- مبارك البيشي:
اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا.. أن موسم حج هذا العام من أنجح المواسم على الرغم من الزيادة الملحوظة في اعداد الحجيج.
وأكد سموه في حديث لـ«الجزيرة» ان المملكة وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بذلت كل جهدها وسخرت كل طاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن. وأبدى سموه تقديره لتعاون الدول الاسلامية مع المملكة فيما يتعلق بنسب الحجاج. وقال: «قد تطلب بعض الدول زيادة في ظروف معينة ولكن ذلك محدود».
وأوضح سمو الأمير نايف الذي كان يتحدث لـ«الجزيرة» بعد عصر يوم أمس في مقر الشؤون الاسلامية بمنى، أن ما حدث في «سوق العرب» سببه تزاحم الحجاج والعجلة والتدافع إلى جانب وقوف سيارات على جانبي الطريق. ونفى سمو وزير الداخلية أن تكون المملكة قد أغلقت أياً من حدودها مع الكويت..
وفيما يلي حديث سمو الأمير نايف:
* سمو الأمير - برعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ومتابعة سموكم.. تحققت معدلات نجاح ممتازة لموسم حج هذا العام.. هل أنتم راضون عما تحقق من خطط؟
- الحمد لله كل الرضاء، نحن لم ندخر أي جهد. بذلنا كل جهودنا وامكانياتنا وسخرنا طاقاتنا لخدمة ضيوف الرحمن، نحن نعتبر أن موسم حج هذا العام من أنجح المواسم، على الرغم من الزيادة الواضحة في أعداد الحجاج هذا العام.
* كيف لمستم تعاون الدول الإسلامية وتجاوبها فيما يتعلق بنسب الحجاج؟
- فيما يتعلق بالنسب، هناك التزام من الدول الاسلامية بذلك وقد تأتي بعض الدول ولظروف معينة تطلب زيادة في النسبة المخصصة، ولكن ذلك الوضع محدود وعموماً جميع الدول الإسلامية تلتزم بنسبها.
* سمو الأمير.. هل رصدتم تقارير تفيد بوجود ملاحظات معينة أو تجاوزات في موسم حج هذا العام؟
- من الصعب تحديد ذلك الآن، ولكننا دائماً نرحب بالملاحظات ونأخذها بعين الاعتبار وإذا وجدنا أن أي ملاحظة قد تكون جيدة نأخذ بها ولكن بعد أن ندرسها.
فالحاج سواء كان خارج المملكة أو داخلها قد يعلم جوانب ولا يعلم جوانب أخرى وحجم المشاكل وسببها لدى الجهات المسؤولة.
* صاحب السمو.. ما حدث في «سوق العرب» بمنى ووفاة 14 حاجاً كان قضاءً وقدراً.. ولكن البعض تعامل مع هذا الحدث بمبالغات تتجاوز الحدود أحياناً؟
- نحن نقول الواقع تماماً ولا نزيد في الأمر ولا ننقص ومن أراد أن يقول من هؤلاء فليتحمل مسؤولية قوله، ونتمنى أن لا تحدث مثل هذه الأشياء.
ما حدث في سوق العرب وما نتج عن وفيات كان نتيجة تزاحم الخارجين لرمي الجمرات وطواف الافاضة وآخرون قادمون بالعكس وذلك في وقت واحد، وللأسف انه كانت هناك سيارات واقفة على جانبي الطريق في «سوق العرب»فصارت الحادثة، كل ما حدث نتيجة للعجلة وتدافع الناس.
* تردد - سيدي - مؤخراً ان المملكة أغلقت حدودها مع الكويت، مع بوادر اندلاع حرب في المنطقة؟
- هذا غير صحيح على الاطلاق.
* ختاماً.. سمو الأمير ماذا تقولون لحجاج بيت الله الحرام وهم يستعدون للمغادرة لبلدانهم مع نهاية موسم الحج؟
- كلمتي.. أرجو أن يتقبل الله حجهم ويجعل سعيهم مشكوراً وتجارتهم لن تبور، ويعودوا لبلدانهم غانمين سالمين بإذن الله.
ومن جهة ثانية أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا انه ليس هناك معلومات يعتمد عليها حول تخطيط تنظيم القاعدة لشن هجمات ضد المملكة العربية السعودية.
وقال سموه في رده على سؤال حول ورود معلومات تفيد ان تنظيم القاعدة يخطط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية: ليس هناك معلومات نقدر أن نعتمد عليها لكن هناك مجرد افتراض انه قد يحدث مثل هذا ونحن نرجو ألا يحدث شيء فبالتأكيد نحن حريصون كل الحرص على منع حدوث شيء مثل هذا ولكن يجب ألا نستبعد أي مفاجأة غير سارة ولكن ان شاء الله سنتعامل معها بما يجب من التعامل.
وأفاد سموه في رده على سؤال حول رضاه عما تم اليوم على جسر الجمرات اثناء تأدية شعيرة الرجم: ان لهذا الموضوع مسؤوليات متعددة حيث ان الحجاج يتزاحمون ولا يعطون لانفسهم فرصة حيث إن موعد الرجم من بعد الزوال إلى الفجر.
وقال سموه اعتقد أن هذا راجع لأهل العلم انه لو كان هناك فتوى ان الناس يرجمون قبل الزوال يعني من الفجر كان بالتأكيد ستقل المشكلة والدليل انه يوجد يوم الحادي عشر ليس هناك مشكلة فيه لأن الناس عندهم مدى الليل كله يمكن ان يرجموا فيه ولكن المشكلة تأتي يوم الثاني عشر وكل واحد يريد ان يرجم ويغادر منى.
وأضاف سموه في تصريح صحفي له أمس عقب استقباله عددا من اصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء قائلاً ان هناك حجاجا يرجمون قبل الزوال فنحن لا نتدخل في هذا الموضوع ولا نمنعهم اذا ارادوا ولكن كون ان يكون هناك فتوى يسمعها الجميع هذا طبعاً شيء يجعل الناس من بعد طلوع الشمس أو بعد صلاة الفجر يبدأون في الرجم ويخرجون من منى هذا متروك لاصحاب العلم بالتأكيد.
وأكد سمو الأمير نايف بن عبد العزيز انه لا شك ان العلماء حريصون على ان الحاج يؤدي الحج كما اداه الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الظروف والمشقة توجب ان ننظر في الأمور هذه، مشيراً سموه إلى انه تم التنسيق مع وزارة الحج ومؤسسات الطوافة حول ان تكون عملية التفويج من المخيمات ليست في وقت واحد، وهذا ما مكننا في العام الماضي من عدم حدوث أي حادث والحمد لله ونأمل ان شاء الله هذه السنة ما يحدث اي شيء مؤكداً سموه ان رجال الأمن يبذلون جهودهم لتنظيم هذا الجانب حيث يقللون من الداخلين الى منى حتى يخرج الآخرون من نهاية جسر الجمرات حيث ان الناس عندما يتحركون بسكينة لا يحصل شيء من هذا ولكن لابد ان نتعامل مع هذا الواقع ونبذل جهودنا لتقليص ما امكن من الأخطاء ان شاء الله.
وقال سمو وزير الداخلية في مجمل رده على سؤال حول ما يظهر من المشاكل والقضايا من قبل حملات حجاج الداخل خاصة قضية حجاج اللحظة الأخيرة وما يسببونه من مشاكل في عملية الافتراش، قال لا شك أن هذه القضية تؤخذ بعين الاهتمام وكل الأشياء التي تلاحظ في الحج تدرس فوراً من قبل الجهات المختصة.
وأضاف سموه قائلاً: أولاً أحب أن أقول ان حجاج الداخل الذين يحملون بطاقات سواء كانوا مواطنين أو مقيمين كانوا هذا العام أقل من العام الماضي لكن المشكلة الذين يدخلون بدون بطاقات وإما من الذين يدخلون مكة بطريقة غير مشروعة وبالتالي يندمجون مع الناس ويخرجون في أواخر اليوم الثامن وحتى اليوم التاسع أو من سكان مكة هذه هي المشكلة فالقضية تحتاج إلى توعية وتحتاج إلى دراسة اسلوب يكون فاعلاً بألا يدخل المشاعر إلا من لديه إذن بالحج لأن الفريضة تمكن كل من سيؤدي الفريضة. أما من حج بعدها فهي تعبد وطلب للأجر فلو التزم الناس ممن أدى فريضته ان يمكن ويترك مكانه لاخوانه المسلمين كان هذا افضل وهذا يحتاج إلى مزيد من التوعية والتوجيه بهذا الأمر.
وحول سؤال عن مشروع ازالة الخط الذي يحدد بداية الطواف في المسجد الحرام وما يسببه من عرقلة كبيرة للحجاج اجاب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز قائلاً: أحب ان اقول ان الكثير من المشايخ والعلماء لا يرون ضرورة لهذا الخط لأنه وضع اجتهاداً من أجل ان الناس يستدلون على الركن لكنه يسبب في الحقيقة اعاقة لان كل واحد سيحاول اثناء الطواف ان ينظر الى الأرض فيتردد ثواني فهذا يسبب ازدحاماً ولذلك نحن في بحث هذا الموضوع ونرجو ان نتوصل الى ايجاد الحلول في هذا الموضوع.
ورد سموه على سؤال حول تأخر رحلات عودة الحجاج الى أوطانهم قائلاً المفروض ان يكون هناك ضوابط في هذا الشأن فهناك ارتباط مع شركات الطيران حسب الرحلات المجدولة وان شاء الله لا تتكرر هذه المشكلة. وأكد سمو وزير الداخلية في رده على سؤال حول اخراج جميع الجهات الحكومية الواقعة حالياً داخل المشاعر المقدسة إلى خارجها، ان لجنة الحج العليا تبذل جهوداً الآن لاقناع تلك الجهات التي تأخذ مواقع ضمن الجهات الرسمية انها بإمكانها ان تؤدي واجباتها وهي خارج المشاعر ونرجو إن شاء الله ان يتحقق هذا. من جهة أخرى يلتقي مساء اليوم الخميس صاحب السمو الملكي الأمير نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا بقادة القطاعات الأمنية المشاركة في الحج وبلجنة الحج وكبار القياديين المشاركين في حج هذا العام.
|