* منى - واس:
أقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في الديوان الملكي بقصر منى مساء أمس حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام.
ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس الجمهورية السودانية وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وفخامة الرئيس مأمون عبدالقيوم رئيس جمهورية المالديف وفخامة الرئيس عبدالقاسم حسن صلاد رئيس جمهورية الصومال وفخامة الرئيس عبدالله واد رئيس جمهورية السنغال وفخامة الحاج الدكتور أحمد تيجان كابه رئيس جمهورية سيراليون ودولة نائب رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة بن مسعود راشد ومساعد الرئيس الإيراني محمد علي ابطحي ونائب رئيس الوزراء الأفغاني نعمة الله شهراني ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبدالله الأحمر.
وحضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الاشغال العامة والاسكان وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية..
وقد بدأ الحفل بتلاوة آي من القرآن الكريم.
ثم ألقى معالي وزير الحج الاستاذ إياد بن أمين مدني كلمة حمد فيها المولى عز وجل على ان منّ على هذه البلاد وقدر لها ان تكون في خدمة ضيوف الرحمن وان سهل للحجاج قدومهم ووقوفهم على ثرى عرفات وقد وفدوا بألوفهم المؤلفة من كل أصقاع المعمورة مهللين مكبرين داعين مستغفرين يباهي بهم ربهم الملائكة قائلا: أشهدكم أني قد غفرت لهم.
وقال ان الحج هو مناسبة عظمى تذكرنا دائماً بكمال الدين ففي أرض عرفة تنزل على هادي البشرية صلوات الله وسلامه عليه قوله تعالى: { اليّوًمّ أّكًمّلًتٍ لّكٍمً دٌينّكٍمً وّأّتًمّمًتٍ عّلّيًكٍمً نٌعًمّتٌي وّرّضٌيتٍ لّكٍمٍ الإسًلامّ دٌينْا}.
وأضاف يقول: وفي اكتمال الرسالات السماوية بالإسلام اعلان بنضج الإنسان واكتمال إدراكه وتأسيس لمسؤوليته بأن يقيس ويستنبط ويستشهد وكل أساس هذا الفهم تكون تراث فقهي وتأسيس علم لأصول الفقه يشكل وبحق شاهدا على عظمة هذا الدين وسعته وصلاحه للأزمان التي تتعاقب وللأماكن التي تتباعد وللمجتمعات التي تتباين لونا وعرقا وثقافة.
وأشار إلى ان هذه الجموع التي تحتشد ملبية ضارعة مناجية على صعيد مكة المكرمة ومنى وعرفات ومزدلفة والمدينة المنورة شاهدة على قوة الإسلام والمسلمين ومنعتهم وشوكتهم وان كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد نبّه على ان الكثرة قد تكون غثاء السيل وان الثروات قد تكون قصعة تتداعى عليها الأمم.
ومضى قائلاً ان الواجب الذي يلقيه على عواتقنا اكتمال الرسالات وتأسيس المسؤولية الإنسانية يحتم ان نعمل الجهد والفكر لتتحول هذه الكثرة الى فعل وهذه الخيرات إلى قوة وعزم، هذا هو واجب الأمة وهو طريقها نحو البقاء عزيزة مكرمة مبادرة رائدة مهتدية دائما بكتاب الله وسنة نبيه وهما الحاميان من الضلال كما بشر رسول الهدى حينما نبّه الأمة في موسم حجها «تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنة نبيه».
وقال: علينا ان نستحضر قوله تعالى: {وّلا تّهٌنٍوا وّلا تّحًزّنٍوا وّأّنتٍمٍ الأّعًلّوًنّ إن كٍنتٍم مٍَؤًمٌنٌينّ، إن يّمًسّسًكٍمً قّرًحِ فّقّدً مّسَّ الًقّوًمّ قّرًحِ مٌَثًلٍهٍ وّتٌلًكّ الأّيَّامٍ نٍدّاوٌلٍهّا بّيًنّ النَّاسٌ وّلٌيّعًلّمّ اللَّهٍ الّذٌينّ آمّنٍوا وّيّتَّخٌذّ مٌنكٍمً شٍهّدّاءّ وّاللَّهٍ لا يٍحٌبٍَ الظَّالٌمٌينّ}.
وسأل الله ان يقبل من حجاج بيت الله الحرام حجتهم ويستجيب لدعائهم ونجواهم ويقبل منهم وله سبحانه أولا وآخرا وسابقا ولاحقا الفضل والمنة وان يعيد هذه الأيام الفضيلة وأنتم والأمة الإسلامية في الخير كله.
ونوّه بالشكر والتقدير لأصحاب السماحة والمعالي والسعادة رؤساء بعثات الحج على تعاونهم وتجاوبهم وجهدهم في تنظيم حجاجهم والعاملين في مؤسسات القطاع الأهلي العامل على خدمة الحجاج من مطوفين وأدلاء وزمازمة ووكلاء وشركات نقل ومؤسسات حجاج الداخل.
وقال: ومانحن جميعاً إلا جزء من المنظومة التي تسخرها الدولة حفظها الله لخدمة ضيوف الرحمن.
بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة الرابطة قال فيها إن أمة محمد تستشعر عظمة نعمة الله عليها حيث أدى الحجاج مناسكهم في أمن وطمأنينة وعافية واليوم يسعد ضيوف خادم الحرمين الشريفين في رابطة العالم الإسلامي ووفود الحج باستقبال خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لهم مهنئين بعيد الأضحى المبارك ومعبرين عن عظيم شكرهم لما بذلته المملكة من جهود جبارة في سبيل الإسلام وأمته ومشيدين بمواقف المملكة من أجل جمع كلمة المسلمين ووحدة صفهم وتمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم.
وأضاف ان من ركائز سياسة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها الوقوف بجانب المسلمين ورعاية شؤون الحرمين الشريفين وتطبيق شرع الله العادل والتعاون فيما ينفع البشرية أجمع ولذا كان للمسلمين بعد الله أمل في مواجهة الهجمة الشرسة اليوم على الإسلام وحضارته وأمته.
وأوضح ان الواجب على أمة الإسلام حكاماً وشعوباً وقد صاروا اليوم في خندق واحد، السير على منهاج قائدهم وإمامهم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام في مواجهة تحديات الأمة في مختلف مجالاتها وبخاصة قضية فلسطين وآثارها السيئة على الأمة الإسلامية والسلام العالمي أجمع.
وأكد ان رابطة العالم الإسلامي بدعم من ولاة الأمر في المملكة أعزهم الله وبتعاون مع المسلمين حكومات وشعوبا لتبذل قصارى جهدها في تسديد المسيرة وتعلن بكل صراحة تطلع المسلمين إلى نظام عالمي تسوده كلمة الله ويقوم على العدل والرحمة والتعاون بين مختلف الأمم {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى الًبٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ وّاتَّقٍوا اللَّهّ إنَّ اللَّهّ شّدٌيدٍ العٌقّابٌ}.
بعدها ألقيت كلمة الضيوف ألقاها نيابة عنهم الدكتو تشير نوكاه الحبيب رئيس بعثة الحج السنغالية قال فيها: لقد وقع الاختيار علي ومن ندب إلى أمر أعانه الله عليه لألقي هذه الكلمة أصالة عن نفسي ونيابة عن اخواني رؤساء بعثات الحج وعن حجاج بيت الله الحرام الذين وفدوا إلى الديار المقدسة لاداء مناسك الحج تلبية لدعوة إبراهيم عليه السلام.
واضاف يقول: ان حج بيت الله الحرام مناسبة كبرى بوصفها عبادة عظيمة تهدف إلى تحقيق العبودية الخالصة لله عز وجل وفرصة ثمينة قلما يجود بمثلها الزمان للتعارف بين الشعوب الإسلامية على اختلاف لغاتهم وألوانهم وتقاليدهم حيث يأتون من شتى بقاع الأرض شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ملبين ومهللين ومكبرين ومبتهلين إلى الله عز وجل ويقفون ملوكاً ورؤساء وشعوباً اغنياء وفقراء أقوياء وضعفاء رجالا ونساء في موكب مهيب يتضرعون جميعا إلى رب واحد يحدوهم أمل واحد وهو رضى المولى سبحانه وتعالى عنهم جميعا وهو اي الحج علاوة على ذلك فرصة غالية لعرض قضايا الامة الإسلامية وتبادل الرأي حولها والبحث عن حلول ناجعة لها.
ومضى قائلاً ان كلا منا يدرك ان امتنا الإسلامية تقف اليوم امام منعطفات خطيرة ومنعرجات شائكة من التحديات المصيرية.
واشار إلى ان امة الاسلام مستهدفة وان هذا الاستهداف وان كان بالامس القريب منقبا فقد ظهر اليوم سافرا مكشرا عن انيابه للقضاء على شخصية الأمة وتدمير ثوابتها الاخلاقية والدينية وتخريب مناهجها واذابتها في قوالب ثقافات اخرى.
واوضح ان هذه الهجمة ادت إلى تمسك المسلمين بعقيدتهم وخير مثال على ذلك الصحوة الإسلامية المباركة التي تتنامى في جميع انحاء المعمورة في افريقيا وآسيا واوروبا وأمريكا وكذلك انتشار اللغة العربية لغة القرآن أكثر من أي وقت مضى في مختلف هذه البلاد وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الإسلام بخير وان المسلمين واعون بجسامة المسؤوليات والتحديات غير ان هذا الوضع يقتضي مزيداً من التآلف وتنسيق الجهود وتوحيد ووحدة الصف.
وقال: ان من واجبنا من خلال مؤسساتنا الدعوية والتعليمية تعميق هذه المعاني الإنسانية وترسيخ هذه الثوابت الإسلامية في نفوس الشباب والنشء وتربيتهم عليها تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» كما علينا ان نقدم صورة الإسلام الحقيقية للعالم أجمع بوصفه دين السلام والتسامح والمحبة والاخوة.
وتوجه بالشكر الجزيل والعرفان الجميل نيابة عن رؤساء بعثات الحج للدول الإسلامية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على ما قدم لهم من خلال سفاراته لدى بلدانهم وتسخير امكانات الدولة لتوفير أسباب الراحة والسلامة والاطمئنان لضيوف الرحمن في جميع المشاعر وفي الحرمين الشريفين على وجه الخصوص وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني على حسن رعايته للحجاج واشرافه المباشر على كل ما يخصهم وإلى شعب السعودي الكريم المضياف داعيا الله ان يجزيهم جميعا عن الاسلام والمسلمين خيراً ويثيبهم على خدمة ضيوف الرحمن وزائري مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم خيراً.
بعد ذلك صافح خادم الحرمين الشريفين أصحاب الفخامة والشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين حضروا الحفل، عقب ذلك تناول الجميع طعام العشاء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.
|