* واشنطن من جوناثان رايت رويترز:
كشف مسؤولان أمريكيان عن خطط لاحتلال العراق عسكريا لمدة عامين في حالة حدوث غزو وقالا أمام أعضاء قلقين في مجلس الشيوخ الأمريكي إن «حيرة هائلة» تجعل من المستحيل القول إن كانت القوات قد تمكث لفترة أطول أو تحديد إجمالي تكاليف العملية، وأعرب هؤلاء النواب عن أسفهم لموافقة مجلس الشيوخ العام الماضي على القيام بعمل عسكري.
وقال دوجلاس فيث وكيل وزارة الدفاع الأمريكية يوم الثلاثاء أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ إن الإدارات المدنية والعسكرية بعد الغزو الأمريكي المحتمل سترفع تقاريرها إلى الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
وأمام إلحاح الأعضاء لمعرفة فترة الاحتلال العسكري إلى أن يستعيد العراقيون الحكم قال مارك جروسمان من وزارة الدفاع إنه يتوقع «عامين».
لكن فيث وجروسمان قالا في جلسة الاستماع التي خصصت لبحث مستقبل العراق إنهما لا يعرفان كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع صناعة النفط العراقية ومن سيغطي نفقات الإعمار إذا تضررت منشآت النفط في الغزو أو كيف ستنصب حكومة ديمقراطية.
وقال جروسمان: «كيف سيحدث هذا الانتقال؟.. أمر ربما يكون غير واضح حاليا، نأمل أن يظهر أشخاص وتكون لديهم الرغبة في المشاركة بالحكومة».
وأضاف فيث: «هناك حيرة هائلة... أقصى ما يمكنك عمله في التخطيط هو تطوير تصورات... هذه هي مشكلتنا، نفكر في هذا بأقصى دقة في ضوء حالة عدم اليقين». وأعرب بعض أعضاء اللجنة عن شكوك بشأن تخطيط الإدارة الأمريكية وقال بعضهم إنهم يأسفون لموافقة مجلس الشيوخ العام الماضي على القيام بعمل عسكري.وقال جوزيف بيدن وهو سناتور ديمقراطي باللجنة: «لا توجد موافقة بناء على معلومات متوفرة، لا يعرف الأمريكيون شيئا عما نحن بصدد القيام به، يعتقدون أنها ستكون سريعة وناجحة ودون دماء إلى حد كبير».
وقال كريستوفر دود وهو ديمقراطي «ستكون مكلفة وستستغرق وقتا طويلا طويلا، من الأفضل الإقرار بهذا الآن».
كما انتقد ريتشارد لوجار الرئيس الجمهوري للجنة الإدارة الأمريكية بسبب تخطيطها غير المكتمل والمتأخر.
وأضاف: «لن يخرج النفط إلا إذا أوضحتم كيف ستديرون حقول النفط، يتعين الانتهاء من هذا بصورة عاجلة».
وكرر المسؤولان الأمريكيان ضمانات بأن عوائد النفط في ظل الاحتلال العسكري ستستخدم في تغطية نفقات احتياجات الشعب العراقي وستكون ملكا لكل العراقيين.لكن فيث قال: «لم تقرر الإدارة بعد بشأن الآليات المنظمة التي يتعين أن يعمل من خلالها هذا القطاع، سنتشاور بشأن هذا الأمر المهم».ووجه جروسمان ضربة جديدة لتطلعات المعارضة العراقية في المنفى التي ترنو للحصول على مزايا بعد أن تطيح الولايات المتحدة بالرئيس العراقي صدام حسين خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال إن واشنطن لن تسمح للمعارضة العراقية في المنفى بالتحكم في قرارات تخص كل العراقيين.وأضاف: «رغم أننا نستمع لما يقوله العراقيون لنا فإن حكومة الولايات المتحدة ستتخذ قراراتها وفقا للمصالح القومية للولايات المتحدة».
ونفى المسؤولان أن الرغبة في التحكم بالنفط العراقي لعبت أي دور في دوافع الولايات المتحدة للغزو الذي قالا إنه أفضل طريقة لإخلاء العراق من أسلحة الدمار الشامل المزعومة.لكن فيث الذي كان ذات يوم في مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل وتضغط للإطاحة بصدام منذ سنوات قال إن الاحتلال الأمريكي سيفيد إسرائيل.
وقال الجنرال المتقاعد انتوني زيني وهو من مشاة البحرية أمام اللجنة إن أي حكومة عراقية مؤيدة لإسرائيل لن تستمر طويلا.
وتابع: «بتغيير الحكومة في العراق فإنك لا تغير الاتجاه بشأن هذه القضايا «المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي»، لا يمكن أن ينجح أحد في الحكم باتباع هذا النهج الموالي للأمريكيين وإسرائيل في هذه البيئة اليوم».
|