* نيويورك - انقرة - الوكالات:
اقترحت فرنسا توسعة نطاق وحدات الامم المتحدة في العراق في اطار جهود لتعزيز عمليات التفتيش كبديل للحرب رغم الشكوك التي اثارها هانز بليكس كبير مفتشي الامم المتحدة على الاسلحة.وفي مواجهة مع الولايات المتحدة وبريطانيا دعت الورقة الفرنسية غير الرسمية التي تقع في أربع صفحات الى زيادة عدد المفتشين ووحدات الامن التابعة للامم المتحدة الى ثلاثة امثال لضمان «تجميد» أي موقع مشتبه فيه.
ولم توضح فرنسا التي تعارض الى جانب المانيا وروسيا والصين غزوا تقوده الولايات المتحدة للعراق ما اذا كانت مقترحاتها وهي بالفعل مسودة لاحتواء الازمة يمكن ان تتحول الى مشروع قرار اذا ما طرحت الولايات المتحدة وبريطانيا اجراء تطالب فيه مجلس الامن بالتصريح باستخدام القوة.
لكن الدبلوماسيين يقولون ان المقترحات الفرنسية التى عرض وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان خطوطها الاساسية لاول مرة في الامم المتحدة الاسبوع الماضي ستكون على الاقل نواة لحشد تأييد مناهضي الحرب داخل المجلس.وقال بليكس الذي سيقدم تقريرا لمجلس الامن غداً الجمعة عن مدى التعاون العراقي ان زيادة عدد المفتشين قد يكون مفيدا لكنه ليس ضروريا مادامت بغداد لا تتقدم بمعلومات عن أسلحة الدمار الشامل.
وابلغ الصحفيين «يمكن الاستفادة من المزيد من المفتشين لكننا بالفعل نزيد عدد فرق التفتيش قليلا كل يوم...لكن يظل الامر الحيوي هو ان نحصل على تعاون جيد من جانب العراقيين من حيث الجوهر وليس الشكل».
ويقول دبلوماسيون ان دو فيلبان ووزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف يبحثان المجيء الى نيويورك لحضور عرض تقرير بليكس، وقد يشجع وجودهم وزراء خارجية اخرين على القيام بهذه الرحلة للمرة الثالثة خلال شهر.
وفي اطار التحضير للاجتماع التقت كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكي في نيويورك مع بليكس بشأن تقريره المرتقب، وكانت رايس قد توجهت الى نيويورك لعقد اجتماع سريع مع بليكس قبل تقريره السابق يوم 27 يناير كانون الثاني الماضي.
وقال بليكس في مقر الامم المتحدة بعد اطلاعه رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد على نتائج زيارته في مطلع الاسبوع لبغداد ان على العراق «العمل بسرعة على تقديم مواد جديدة» عن اسلحته المحظورة.وفي تعليق على المقترحات الفرنسية قال جاك سترو وزير الخارجية البريطاني في كلمة ادلى بها في معهد الدراسات الدولية في لندن «اذا اذعن /الرئيس العراقي/ صدام حسين/ لمطالب الامم المتحدة وتعاون بشكل جيد لن تكون هناك حاجة الى اعداد اكبر من المفتشين».
ويتطلب اصدار قرار جديد في مجلس الامن تسعة اصوات مؤيدة من أعضاء مجلس الامن الخمسة عشر والا يستخدم احد من الاعضاء الدائمين وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين حق النقض «الفيتو».
وحتى الان يعتقد ان هناك ست دول ستؤيد الموقف الامريكي المتشدد هي الولايات المتحدة وبريطانيا وأسبانيا وبلغاريا وشيلي وانجولا، اما الدول المؤيدة لبقاء المفتشين لمدة اطول فهي فرنسا وروسيا والصين والمانيا وسوريا، كما تؤيد المكسيك وباكستان والكاميرون وغينيا الموقف الفرنسي الالماني لكنها اصوات متأرجحة.
والمقترحات الفرنسية هي..
- زيادة عدد المفتشين الي مثلين او ثلاثة امثال.
- زيادة عمليات التفتيش الجوية لضمان تجميد اي موقع او ان يقوم حرس الامم المتحدة بهذ المهمة.
- تشكيل فرق من مسؤولي الجمارك لفحص السلع التي تدخل العراق وتفتيش الشحنات.
- تشكيل وحدة مخابرات جديدة في نيويورك لتنسيق المعلومات التي تعرض على لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التي يرأسها بليكس والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يرأسها محمد البرادعي.
- تعد اللجنة والوكالة قائمة كاملة بمهام نزع السلاح التي لم تستكمل بترتيب اهميتها في محاولة «لمحاصرة العراقيين وعدم ترك فرصة امامهم للمراوغة».
- وضع منسق في العراق يكون بمثابة ضابط اتصال مع السلطات العراقية بشكل يومي.
وفي أنقرة تخوض تركيا مساومة صعبة مع الولايات المتحدة لاطلاق يدها في شمال العراق اذا ما اندلعت الحرب وسط شكوك تاريخية تجاه تحركات الغرب ومخاوف من بزوغ دولة كردية معادية من رحم الفوضى.
وربما لن يؤدي فشل حلف شمال الاطلسي في الاستجابة لطلب تركيا باتخاذ تدابير دفاعية لحمايتها قبل حرب محتملة الا الى تعميق المشاعر المتضاربة لديها بشان الغرب فهي تطمح من جهة في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي الا انها تضمر من جهة اخرى بعض الحذر.
وتتذكر تركيا بأسى كيف انها عملت طوال الحرب الباردة على حماية جبهة الحلف.
ولم يتحدث الزعيم التركي طيب اردوغان ابدا بشان رؤيته لدور تركي في حفظ النظام بشمال العراق. وقال ان الافكار الامريكية بشان قيادة ائتلافية موحدة تقود القوات التركية تمثل اهانة قومية.
وقال: «استطيع ان اقول بصراحة وبوضوح شديدين ...الجيش التركي قادر على الاضطلاع بالامر تحت قيادته».
وتأمل واشنطن ان يصوت البرلمان التركي يوم الثلاثاء القادم على السماح بنشر قوة امريكية يتوقع ان تصل الى 30 الف جندي تأهبا لاي هجوم على العراق، الا ان الاسبوع القادم سيشهد جدلا حادا بشان بعض القضايا ذات الصلة منها وضع القوات التركية في منطقة شمال العراق التي فقدت حكومة بغداد السيطرة عليها منذ 1991.وقال دبلوماسي غربي «اعتقد ان تركيا ستقول نعم للطلبات الامريكية لانها سوف تخسر كثيرا جدا في حالة الرفض».
واضاف «لكن هناك قضايا شائكة يتعين حسمها والا فان القوات الامريكية التي ستعمل على جبهة شمال العراق يمكن ان تجد اجواء معادية بين اوساط القوات التركية والاكراد في مؤخرتها».
اما سيناريو الكابوس التاريخي الابشع لتركيا هو استيلاء قوة من اكراد العراق على الاسلحة وسط فوضى الحرب لتتجه جنوبا من معقلها وتستولي على حقول البترول في الموصل وكركوك في شمال العراق والتي يمكن ان توفر دماء الحياة لدولة كردية.
والذين يخشون من هذا السيناريو يقولون ان مثل هذه الدولة ستفجر مرة أخرى التمرد الكردي المسلح في تركيا وتهدد وحدة أراضيها.انه خوف متأصل من فتح الباب امام دولة كردية. وترجع جذور تلك المخاوف الى خطة اولية لبريطانيا وحلفائها قبل نحو 80 عاما لتقسيم اراضي الاناضول التي هي تركيا الان.
|