يعجب المتأمل في إعلانات صحافتنا أحيانا حينما تزدحم في بعض الأوقات بإغراءات للسياحة في الخارج.. تخفيضات في اسعار تذاكر السفر، واغراءات للاقامة بفنادق معروفة، وعوامل جذب كثيرة ومتعددة للأفراد والمجموعات بينما تتوارى اعلانات السياحة في الداخل خجلا، وكأن الاصل والأساس ان يتجه الناس نحو السفر والترحال بالخارج والاستثناء هو التنقل للسياحة داخل ربوع الوطن. ان بلادنا ولله الحمد قد حباها الله سبحانه بالمزيد من أسباب الجذب السياحي، الذي يوفر لأبنائها متعة السياحة الميسرة التي لا تشوبها شائبة، ولا يعكر صفوها امر مشين، ولا يكدرها ما يسيء الى صفاء النظر، ورهافة الحس والشعور. فاذا كانت مناطق عسير وجبالها، والطائف ومناخها، وشمال المملكة وجنوبها وشرقها بآثارها تمثل عوامل جذب سياحي بما توفر لها من وسائل الراحة وعوامل النهضة المباركة فان الواجب يبقى مطلبا ملحا بأن تقوم شركات ومؤسسات السياحة في الداخل باعادة النظر في أسعارها التي تعلن عنها، اذا كانت تسعى نحو رواج السياحة الداخلية، وان تفكر جديا في توفير عوامل الجذب السياحي للأفراد والجماعات لتتجه موجات السياحة نحو أماكن السياحة المتعددة المنتشرة على أرض الوطن وربوعه لما لذلك من آثار حسنة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، علاوة على ايجابياتها المعروفة على أبنائنا الشباب، الذين هم في حاجة ماسة للمزيد من الجهود التي تربيهم وتنشئهم على الخلق الكريم، وعلى حب وطنهم الذي يتطلع الى ان يصبح أبناؤه مصدر فخر له.
|