بقلم/ فاروق بن زيمة
هذا حديث خاص بمناسبة قرب دخول منتخب المملكة إلى المعسكر استعدادا لدورة الخليج التي سيمثلون فيها المملكة مع مطلع العام الهجري الجديد..
وقبل الشروع في كتابة هذا الحديث.. فكرت مليَّاً.. وتساءلت كثيرا عن الجهة التي يجب أن أوجه لها حديثي هذا.. وكانت حيرتي تدور بين ثلاث جهات:
1- رعاية الشباب. 2- المدرب. 3- اللاعبين.
وفي الأخير استقر رأيي.. وكان ذلك بعد أن عرفت أن رعاية الشباب قد أعطت مدرب المنتخب الأهلي كامل الصلاحيات في اختيار الأفراد، واتباع الخطط والطرق التي سيراها مناسبة والظروف والأحوال المحيطة بالفريق.. وأفراد الفريق.. وهذا يغني عن ألف حديث.. إذ يعتبر سخاء تقدر عليه الرعاية وتشكر.. وليس مستبعداً أن تأتينا حنكة الشباب العامل في هذا الجهاز بعمل كهذا تجنبا للفوضى والارتجال.. وبذلك فإن الجو سيكون مهيئاً للمدرب.. وسيوفر له الوقت المناسب لسكب حنكته وتجاربه في قالب قوامه عدد من اللاعبين الذين سيختارهم بعد أن يرى فيهم الكفاءة والمقدرة الحقيقية على تمثيل البلد.. وسمعة البلد.. وتشريف أهل البلد..هذا بالنسبة لرعاية الشباب.. أما المدرب فإن هناك حاجز اللغة يفصل بيني وبينه. وهذا ما جعلني أتجه بحديثي صوب اللاعبين.. أي الصفوة المختارة من شباب هذا البلد لتمثيله في دورة الخليج.. لأذكرهم بما يجب عليهم فعله.. مع تقديري لثقل المسؤولية الملقاة على عواتقهم.. إنني أولاً لعلى يقين من مقدرتهم على تحمل هذه المسؤولية بما يشرف بلدهم وسمعة شباب بلدهم.. وإنني واثق من كفاءتهم على نقل سمعة الرياضة.. من آفاقها الضيقة التي عاشت فيها.. إلى آفاق رحبة واسعة.. تتيح لهم استمرار الاحتكاك.. ودوام التمثيل في الدورات الخارجية.. ولكن ذلك لا يمكن أن يتأتى إلا بطرح البرهان على المستوى الحقيقي الذي وصلت الرياض إليه..وهذه الدورة التي سيمثلون فيها يمكننا اعتبارها مفتاحاً إلى العديد من الدورات في المستقبل.. عليهم فقط أن يحسنوا التصرف برجولة وثبات في مواجهة مسؤولياتهم على ساحات ملاعب البحرين وإذا هم استطاعوا إحراز ما يؤهلهم على خوض العديد من المسابقات والدورات في المستقبل.. فإن رعاية الشباب لن تتخلف عن قبول الاشتراك في أي دورة مقبلة.. شرط أن يعطى اللاعبون الدليل على مقدرتهم وعلى ضوء النتائج التي يستطيع الوصول إليها المنتخب الأهلي في دورة الخليج.. متوقف على قبول رعاية الشباب.. فعليهم أن يأتوا بالبرهان والدليل القاطع على أهليتهم.. ورعاية الشباب في المستقبل لن تبخل عليهم.. ولكنها لن تجازف.. وأحب أن أوضح أيضاً أن اللاعب هنا في مستوى اللاعبين الآخرين أو هو أحسن منهم في كثير من صفاته.. تنقصه فقط الجماعية والحماس.. ولكنني لا أعتقد أن اللاعب سيظل كذلك خاصة وأنه يمثل بلده في خارج حدودها وعلى هذا فإنني أريد أن أشرح أبعاد الهزيمة في هذه الحالة.. وأبعاد الانتصار. قد يكون اللاعب في فريقه معتاداً على الهزائم.. فهذه العادة يجب عليه التحرر منها.. لأن الهزائم على مستوى الأندية في مسابقات الدوري العام لا تعني شيئاً.. بقدر ما تعني النادي والأعداد التي تدور حوله من الجماهير.. وبذلك فإن أثر الهزيمة محدود.. وتكون النتيجة في محيط البلد بين فرح بها.. وغضب عليها.. ومع ذهاب اللاعبين للتمثيل في دورة الخليج فإن عليهم واجب معرفة الاختلاف بين تمثيل نادٍ.. وتمثيل بلد بجميع نواديه.. وكامل جماهيره.. ففي الحالة الأخيرة يختلف الحال تماماً.. ويختلف الوقع والأثر كلياً.. وتتسع مساحة التأثر.. مهزوماً أم منتصراً.. بحيث تشمل البلد بكامله. وكذلك فإن للنتيجة تأثيراً ووزناً على مستوى دول المنطقة.. والبلاد المحيطة.. حيث يبلغ صداها وحيث يعم صوتها تلك الأرجاء.. ويعطي وقعاً فعلياً للحدث المنبثق عن الفعل بما يناسبه كحدث جدير بالاهتمام.. وعلى شبابنا أن يقدم ما يثبت جدارتنا وما يكسبنا احترام الآخرين..
وأرجو ألا يفسر حديثي هذا بأنه خروج على مفاهيم الرياضة، والمنافسات الشريفة.. لأنني لا أنكر الشرف في التنافس وإنما أحث على ضرورة كسب الشرف في هذه المسابقات..وهذا في الواقع لا يعد خروجاً على المفاهيم، بل ترسيخاً لها.. وعلى كل طرف في المسابقة يقع واجب الحث وتشجيع أطرافه المتداخلة مع الأطراف الأخرى كعناصر مكملة لإجازة المنافسة.. ولا أحد يدخل في تنافس شريف إلا وهو حريص فيه على الكسب الحلال..وهذا هو ما نطالب لاعبينا به ونحثهم على تحقيقه باستمرار.
|