Wednesday 12th february,2003 11094العدد الاربعاء 11 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نعم يا دكتور.. اختباراتنا تحتاج بعض التطوير! نعم يا دكتور.. اختباراتنا تحتاج بعض التطوير!
التقويم التربوي والتربية البنكية

في مقال سابق للأخ د. عبدالعزيز أبانمي حول حاجتنا إلى تحديث الطريقة التي يتم عبرها تعميم الاختبارات اوضح اننا بالامكان ان نكون افضل حالاً من الآن وذلك بأن تكون الاختبارات اكثر مرونة وأن نحول طرق التقييم والتقويم في التعليم طبقا للنظريات التعليمية الحديثة.
ان التعلم وطرق التعليم يتطور يوماً بعد يوم ونظريات التربية والتعليم تقفز كل يوم وتصل على أعلى درجات العلم.
ولعل وزارة المعارف اصابت حين وضعت طرق تقييم الطلاب في مراحل الصفوف الاولى في التعليم عبارة عن تقييم مستمر ولا يوجد اختبار تقليدي كما هو في الصفوف التالية وهي خطوة اخالها تقدماً كبيراً في عالم التربية والتعليم وليت نجاح هذه الفكرة يتم تعميمه على بقية الصفوف في المرحلة الابتدائية الصفوف المتقدمة.
قد يتساءل الفرد لماذا؟ فالجواب هو ان الطالب يمكنه ان يحقق اهداف العملية التعليمية وأهداف المادة بكل اقتدار وبفترة زمنية معقولة، لننظر معاً الى معنى التقويم التربوي: فهو عبارة عن عملية لجميع البيانات وتحديد مدى تحقيق الاهداف التعليمية من قبل الطلاب ومن ثم اتخاذ قرار بشأنها، فالتقويم المستمر للطالب يحقق ذلك بشكل مناسب ومتميز.
لكن هنا سؤال قد يتبادر إلى الذهن: هل نحن نقيس الطلاب في الامتحانات ام نقومهم؟ ان مفهوم القياس هو استخدام للاعداد بحيث تدل علي الاشياء بطريقة كمية فهو يعتمد اساساً على الارقام، لكن هل جميع خصائص الانسان والطالب خصوصا يمكن تناولها بطريقة الارقام؟ لا اعتقد ذلك. هذا يعني ان القياس ليس وحده الكافي للحكم على الطلاب فلا بد من وجود التقويم فهو اعم وأكثر شمولية.
ان طريقة الاختبارات الحالية تجعل الطالب يطبح المعلومات في اقل من اسبوعين وذلك فقط من اجل النجاح والحصول على اعلى درجات في الاختبار. ان الطالب لا يلام في ذلك اذا كانت طريقة القياس والتقويم هي التي من خلالها قتل لعملية تنمية التفكير وملكة الابداع فهي تعتمد على الحفظ وادخال المعلومات في الذاكرة بأكبر كمية ممكنة في اقصر وقت ممكن.
سؤال آخر يجب ان يطرح على التربويين والقائمين على التخطيط والتطوير: كيف ننمي التفكير الابداعي والابتعاد عن عملية التلقين والتي تضع قدراً كبيراً من الاهمية لأن يتوجبب على الطالب ان يستمع ويحفظ ثم تأتي الاختبارات الشهرية او النصفية لتقيس هذا الحفظ؟ انه ليس من الضروري ان يكون الشخص عبقريا حتى يبدع وأن يبتكر ويخترع؛ فالانسان المتوسط الذكاء يمكنه ذلك اذا اتيحت له الفرصة وأعطي المجال في ذلك.
فلا بد من الاهتمام بجميع جوانب شخصية الطالب بكل مستوياتها بشكل كلي ومتكامل دون التركيز على جانب او اكثر من جانب آخر، كما ان تقديم مقررات تنمي الخيال والاكتشاف تجعل من الكتاب المدرسي وسيلة لتنشيط الذهن. ولعل ما يهمنا هنا كيف نجعل من الاختبارات ميدانا خصبا للابداع والانتاج الفكري المتميز. ان من المهم ان تكون الاسئلة وطرق التقويم غير مباشرة معتمدة على الحفظ فقط، فالاسئلة الاحتمالية وطرح قضايا داعمة للمنهج، وكذلك عدم عدم تقديم معلومات جاهزة مكدسة «التربية البنكية» بين صفحات الكتب فيتعود الطالب الحفظ دون فهم ونقاش فتتعطل العقول عن التفكير والابداع ليكون واقعنا التربوي يتمثل في طالب همه النجاح فقط، ومعلم غرضه انهاء المنهج الدراسي وكأنه في صراع مع الزمن.

أحمد بن إبراهيم البكري

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved