الحمد لله على قدره وقضائه.. حمد المؤمن الصابر المحتسب وحسبنا ان فقيدنا الغالي كان من أهل الخير والصلاح «نحسبه كذلك والله حسيبه».
أحب من حوله فأحبوه، قدم ما يملك فأطاعوه، نصح لهم فاتبعوه،نعم فأنا أعرفه عن قرب فهو بأخلاقه علا وبلباقته سما كما عرفه الناس محلقاً في الفضاء.
عرفته عالي الهمة لا يرضى بغير القمة، لا غرور اجتاح محياه بل حكمة واتزان لاح في عارضيه.
هاتفني ذات يوم في رمضان في هذا العام وقبيل الغروب قائلا:«أتفطر عندي أم عندك أفطر؟» فقلت: بل عند الكرام وجب. رأيت فيه العزة بلا كبرياء واللين بلا انحناء وقوة في بشاشة اجتمعا، إذا ما أراد شيئا جزم. كان منذ التقيته يحكي لي همومه وآماله.. وأمنياته.. وتطلعاته.. فوالله ما رأيت أحداً في حرصه وحبه وانتمائه لجماعته في هذا الزمن، أهداني كتاباً في الأنساب فجعلته من مدخراتي واطلعني على عزمه القيام بتأليف كتاب يحمل في طياته قصص أولئك الأبطال، بل ذهب الى أكثر من ذلك عندما اقترح عقد اجتماع اسبوعي لقي القبول والترحاب فطارت به الركبان والأصحاب، فقلت سبحانه الله صدق فوفق وتواضع فحلق اجرى الله على لسانه الحق فبالحق نطق، لله دره من واثق.
فلم يشفع له لأنني بكل أسف عندما قرأت مقالاته في جريدتكم الغراء عدد «11080» الأربعاء الموافق 26/11/1423هـ يبدو ان أحداً لم يجب عن تساؤلاته حول حوادث مثل هذه الطائرة فتذكرت المثل القائل:«من اشتكى علة مات بسببها» {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} فمع إيماننا الكامل والمطلق بالآجال حتما إلا أننا نتساءل مرة أخرى من المسؤول؟
أخيراً لا أملك إلا ان أعزي نفسي على فقده الأليم ورحيله المر وأقول: «صبراً أبا خالد» فإن الله يبتلي عباده المؤمنين ليعلم الصابرين منهم.
فأنت والدنا ونحن أبناؤك فلنتذكر مصيبتنا في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنها من أعظم المصائب.
أسأل الله العظيم ان يجعله في جنات النعيم ويلهمنا وأهله الصبر والسلوان.. إنه على ذلك قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خالد بن إبراهيم النصيري/سكاكا - الجوف
|