|
|
إنما تستقيم الحياة وتستقر بالأمن، لأن الأمن أمان واطمئنان، وكمال يتحقق بصدق الإيمان ولذلك قال الله عز وجل: {الّذٌينّ آمّنٍوا وّلّمً يّلًبٌسٍوا إيمّانّهٍم بٌظٍلًمُ أٍوًلّئٌكّ لّهٍمٍ الأّمًنٍ وّهٍم مٍَهًتّدٍونّ } [الأنعام: 82] وخليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد أشار إلى هذا إشارة لها دلالتها وعبرتها: {وّإذً قّالّ إبًرّاهٌيمٍ رّبٌَ اجًعّلً هّذّا بّلّدْا آمٌنْا وّارًزٍقً أّهًلّهٍ مٌنّ الثَّمّرّاتٌ مّنً آمّنّ مٌنًهٍم بٌاللَّهٌ وّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ} [البقرة: 126] فهو قد جمع بين الأمن والإيمان، فجعل المؤمن هو الذي يستحق أن يكون آمناً، ولا عجب في ذلك، فإن معنى الأمن ومعنى الإيمان متقاربان، فالأمن اطمئنان واستقرار، والإيمان عماده اطمئنان القلب وثبات الاعتقاد، وأمن الفرد جزء من أمن قومه، لأن الفرد جزء من مجتمعه، فإذا لم يتحقق أمان المجموع لم يتيسر للفرد أن ينعم براحة الهدوء والاطمئنان ولذلك كان من أوجب الواجبات وألزم اللوازم أن يتعاون الفرد والمجموع على صيانة الأمن الشامل للجميع، وأن يحرص كل فرد على التزام الحدود والتبعات التي يستوجبها توطيد هذا الأمن ليتحقق الأمان العام. فالفرد دائماً في خدمة المجموع، والمجموع من واجبه أن يحمي الأفراد والله جل جلاله يقول: {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ} [المائدة: 2] ومن هذا المنطلق فإنه يخطىء كثيراً من يتصور أن توفير الأمن ونشره مسؤولية أجهزة الأمن فحسب!! وهذا غير صحيح.. نعم هم معنيون بذلك، لكنّ الأفراد جميعاً مطالبون بتوفيره ونشره ومساعدة الجهات الأمنية على توطيده وتثبيت دعائمه. ولقد سررنا كثيراً بهذا التعاون الوطني الأمني الذي تمثل في تسليم بعض الأسر لأبنائهم مرتكبي جريمة حي المصيف بالرياض ولا ريب فهذا هو الشعور الذي ننشده جميعاً تجاه وطننا العزيز إذ لابد أن يكون كل فرد منا في هذه البلاد المباركة رجل أمن يستشعر معنى المسؤولية وحجمها تجاه هذا الوطن وأننا جميعاً لا نسمح لكائن من كان أن يمس منظومتنا الأمنية. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |