Wednesday 12th february,2003 11094العدد الاربعاء 11 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أمن الفرد جزء من أمن قومه أمن الفرد جزء من أمن قومه
عبدالمحسن بن عبدالكريم البكر

إنما تستقيم الحياة وتستقر بالأمن، لأن الأمن أمان واطمئنان، وكمال يتحقق بصدق الإيمان ولذلك قال الله عز وجل: {الّذٌينّ آمّنٍوا وّلّمً يّلًبٌسٍوا إيمّانّهٍم بٌظٍلًمُ أٍوًلّئٌكّ لّهٍمٍ الأّمًنٍ وّهٍم مٍَهًتّدٍونّ } [الأنعام: 82] وخليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد أشار إلى هذا إشارة لها دلالتها وعبرتها: {وّإذً قّالّ إبًرّاهٌيمٍ رّبٌَ اجًعّلً هّذّا بّلّدْا آمٌنْا وّارًزٍقً أّهًلّهٍ مٌنّ الثَّمّرّاتٌ مّنً آمّنّ مٌنًهٍم بٌاللَّهٌ وّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ} [البقرة: 126] فهو قد جمع بين الأمن والإيمان، فجعل المؤمن هو الذي يستحق أن يكون آمناً، ولا عجب في ذلك، فإن معنى الأمن ومعنى الإيمان متقاربان، فالأمن اطمئنان واستقرار، والإيمان عماده اطمئنان القلب وثبات الاعتقاد، وأمن الفرد جزء من أمن قومه، لأن الفرد جزء من مجتمعه، فإذا لم يتحقق أمان المجموع لم يتيسر للفرد أن ينعم براحة الهدوء والاطمئنان ولذلك كان من أوجب الواجبات وألزم اللوازم أن يتعاون الفرد والمجموع على صيانة الأمن الشامل للجميع، وأن يحرص كل فرد على التزام الحدود والتبعات التي يستوجبها توطيد هذا الأمن ليتحقق الأمان العام. فالفرد دائماً في خدمة المجموع، والمجموع من واجبه أن يحمي الأفراد والله جل جلاله يقول: {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ} [المائدة: 2] ومن هذا المنطلق فإنه يخطىء كثيراً من يتصور أن توفير الأمن ونشره مسؤولية أجهزة الأمن فحسب!! وهذا غير صحيح.. نعم هم معنيون بذلك، لكنّ الأفراد جميعاً مطالبون بتوفيره ونشره ومساعدة الجهات الأمنية على توطيده وتثبيت دعائمه. ولقد سررنا كثيراً بهذا التعاون الوطني الأمني الذي تمثل في تسليم بعض الأسر لأبنائهم مرتكبي جريمة حي المصيف بالرياض ولا ريب فهذا هو الشعور الذي ننشده جميعاً تجاه وطننا العزيز إذ لابد أن يكون كل فرد منا في هذه البلاد المباركة رجل أمن يستشعر معنى المسؤولية وحجمها تجاه هذا الوطن وأننا جميعاً لا نسمح لكائن من كان أن يمس منظومتنا الأمنية.
إن توطيد هذا الأمن يستلزم أن يؤدي كل فرد واجبه وأن يصون أمانته وأن يرعى كل ما يوكل إليه حق الرعاية، فإنه راع وهو مسؤول أمام الله ثم أمام الناس عن رعيته، والقرآن الكريم يصف المؤمنين الصادقين بقوله: {وّالَّذٌينّ هٍمً لأّمّانّاتٌهٌمً وّعّهًدٌهٌمً رّاعٍونّ } [المؤمنون: 8] وهناك كثير من الناس يظنون أن المراد بالأمانة هو ما يودع لدى الإنسان من ودائع مالية!! وهذا ظن قاصر، لأن الأمانة تشمل كل أمر يتحمل الإنسان تبعته وأعود هنا لأقول إن هؤلاء الجناة لم يعمدوا إلى جريمتهم إلا وهناك عوالق فكرية نبتت بين قحاف رؤوسهم وعشعشت في ثنايا أدمغتهم!! إذاً فأفعالهم المشينة ناتجة عن فكر غريب يحملونه!! ومن هنا فإنه ينبغي على العلماء والعقلاء والمفكرين والمثقفين تكثيف حضورهم العلمي والفكري في جهات المجتمع الأربع لأن الفكر لا يمكن أن يعالج إلا بالفكر. أسأل الله أن يحمي هذه البلاد وأهلها وقادتها من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين وشر شرار الإنس والشياطين...
وصلى الله على نبينا محمد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved