استئناف الاتصالات الفلسطينية/ الاسرائيلية هذه المرة يتم في أجواء التوتر الدولي الناجمة عن التوجه الأمريكي لضرب العراق، ولا بد أن اسرائيل تحاول بقدر الامكان الافادة من الوجود العسكري الهائل في المنطقة لأبرز حلفائها من أجل الضغط على الطرف الفلسطيني حيث إن الطرف الأمريكي ذاته يسهم في تلك الضغوط وخصوصاً على الرئيس الفلسطيني.
ومنذ شهور وإسرائيل وضعت نفسها في ذات الخندق الأمريكي وانخرطت في ترتيبات مشتركة عسكرية وسياسية مع الجانب الأمريكي، وهي في غضون ذلك حرصت على التصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية ونفذت عدة مذابح معروفة في قطاع غزة مستفيدة أيضاً من الصمت الأمريكي الذي يزداد في أجواء الحرب على العراق.
ولا تستطيع واشنطن أن تضغط على حليف مهم في هذا الوقت بينما يبتعد حلفاؤها في أوروبا عنها بشكل عبَّر عنه الرئيس الأمريكي ب«خيبة الأمل» وبالنسبة للمفاوضات الفلسطينية/ الاسرائيلية الجديدة والتي تتمثل في لقاءات عدة من بينها اللقاء بين رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أبو علاء ورئيس الوزراء الاسرائيلي شارون، فقد برز فيها بشكل خاص إصرار شارون على أن هذه المفاوضات هي مفاوضات لوقف إطلاق النار فقط وليس لاستئناف المفاوضات السياسية، مشدداً على أنه لن تكون هناك مفاوضات سياسية ما دام عرفات على رأس السلطة.
ومن الواضح أن شارون يحاول أن يفرض على الجانب الفلسطيني رؤيته القاصرة وتدخله السافر في الشأن الفلسطيني.. وتحركه الحالي إنما يتم على خلفية الاستعدادات للضربة الأمريكية حيث يحاول ترتيب إجراءات أمنية معينة تستهدف وقف الهجمات الفلسطينية على اسرائيل لأن اسرائيل ستكون مشغولة بما يجري في العراق بما في ذلك الوفاء بالمهام التي قد تسندها إليها الولايات المتحدة فيما يتصل بالحرب.
|