* مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي:
أثنى الأطباء الزائرون من خارج المملكة على التجهيزات الطبية المتطورة التي وفرتها وزارة الصحة في المستشفيات في كل من المدينة المنورة والعاصمة المقدسة والمشاعر واجمعوا بأن تلك التجهيزات التي شاهدوها تعد من ارقى واحدث الاجهزة المتطورة الحديثة.
ويقول الدكتور محمد الصحاف - طبيب اختصاصي في العناية المركزة في مستشفى كنج سيتي بلندن - انه يشارك للمرة الاولى مع وزارة الصحة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وجاءت هذه المسألة بعد اعلان وزارة الصحة في المجلة البريطانية الطبية برغبتها في استقطاب كفاءات طبية متخصصة لخدمة ضيوف الرحمن حيث تقدمت للسفارة السعودية في بريطانيا والتقيت بالاخوان اعضاء اللجنة من وزارة الصحة وتقدمت بأوراقي التي بعد ذلك اهلتني لهذا الشرف الكبير في خدمة ضيوف الرحمن من خلال وزارة الصحة السعودية ويؤكد الدكتور الصحاف ارتباط قسم العناية المركزة بكافة اقسام المستشفى كما يشير الى اهتمام وزارة الصحة بأقسام العناية المركزة وخاصة اهتمام معالي الوزير الدكتور اسامة بن عبد المجيد شبكشي شخصيا وتوجه العالم في الوقت الحالي هو الاعتناء بأقسام العناية المركزة وجعل المستشفى مركز عناية مركزة للمريض وتتولى المراكز الصحية دور خدمة المريض وعلاجه.
ويحدد الدكتور الصحاف الحالات التي يستقبلها قسم العناية المركزة حيث تأتي حالات «الدهس» في المرتبة الاولى ثم حالات الالتهابات الرئوية الحادة وايضا حالات الجلطة الدماغية وهناك مضاعفات تترتب على هذه الحالات ابرزها عجز في الكلية.
ويشيد الدكتور الصحاف بالعدد الكبير من الكادر الطبي المسخر لخدمةضيوف الرحمن وكذلك المستلزمات الطبية لتقديم الخدمات للمريض والاجهزة والادوية.
وتسعى اقسام العناية المركزة الى استقرار حالة المريض ثم تحويله الى العيادات الخارجية مع ضمان تقديم العلاج اللازم والدقيق في وقت سريع لاتاحة الفرصة للمريض.
كما ان هناك خطة طوارىء للتعامل مع الاعداد الكبيرة من حجاج بيت الله الحرام وخبرة المملكة العربية السعودية متراكمة في خدمة ضيوف الرحمن وهناك ايضا علامات صحية تظهر على المريض بالامكان من خلالها ان نتدارك حالة المريض ونساهم في استقرارها قبل ان تصل الى حالة التدهور.
وتعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي تتفوق بخبرتها في محاكاة الملايين من البشر وذلك من خلال موسم الحج ويفترض ان تنشر تجربتها هذه وخاصة في مجال الطوارىء لكي يستفيد منها العالم اضف الى ذلك الى ان العالم الغربي متقدم في كل شيء الا انه لا يملك خطة طوارىء مستعجلة لغياب العدد الهائل من الناس وربما اقصى حالة طوارىء شهدتها بريطانيا حادثة القطار التي اودت بحياة «160» واصابة «400» شخص وهذا العدد لا يقارن جدا بعدد حجاج بيت الله الحرام ويشيد الدكتور الصحاف بفكرة الاسعاف الفوري وسيارات الاسعاف الصغيرة التي تشق طريقها بين الحجاج بكل سهولة ومرونة وهذا التطور المذهل يؤكد حرص وزارة الصحة على اتخاذ التدابير الوقائية.
ويشير ايضا الى وجود نظام فرز بين الحالات المستعجلة وغير المستعجلة وهذا يساهم في تقديم العناية المناسبة للمريض اضافة الى انني تحدثت مع اطباء زائرين شاركوا في مرات سابقة واكدوا وجود تقدم نوعي ملحوظ في الخدمات الصحية وكذلك شاهدت اتصالا جيدا جدا بين اللجان العاملة.
تطور إيجابي
وتتحدث الدكتورة هند عبد الفتاح الجندي استشارية التخدير في مستسفى يونيون مومريال بالولايات المتحدة الامريكية حيث تقول: يحدث في موسم الحج الكثير من الحوادث التي تحتاج التدخل الجراحي وبالتالي وجود متخصص في التخدير الذي اذا صح التعبير يقوم بأعمال العناية المركزة وتشير الدكتورة الجندي الى استقبال حالات جراحية في الايام الماضية وتعتبر تجربة المشاركة في الحج تجربة نوعية مختلفة في حياة اي مشارك حيث يتعامل مع جنسيات كثيرة في اليوم الواحد وتقول ايضا اشارك للمرة الثانية في موسم الحج وفي العام الماضي رفعنا تقارير رصدنا فيها ملاحظاتنا حول الاقامة والمواصلات وكيفية التنقل من مكان لآخر ووجدنا في هذا العام تحسنا كبيرا في نوعية الخدمات الى جانب ان الخدمات الطبية باتت تتطور عاما بعد عام وهي ايجابية دائما وفي الحقيقة يجب ان نوضح ان مستشفيات المشاعر المقدسة «منى، عرفات، مزدلفة» موسمية وتعمل لأيام معدودة لا تتجاوز الأربعة أيام وبالتالي تقدم وزارة الصحة في هذه الايام المعدودة كل طاقاتها وجهودها مشكورة لانجاح المنظومة الصحية كما ترى الدكتورة الجندي المشاركة في الحج فرصة لاكتساب الجرأة في الممارسة والعمل تحت كل الظروف.
|