* بغداد - بكين - واشنطن - بروكسل - الوكالات :
اخفق مبعوثو حلف شمال الاطلسي «الناتو» الذين اجتمعوا أمس الأول في حل نزاع علني حول خطط الطوارئ لحرب محتملة مع العراق في تسوية خلافاتهما وفقا لما ذكره الجنرال جورج روبرتسون السكرتير العام للحلف . وقد عقدت الجلسة الطارئة أمس الأول بطلب من تركيا بعد أن أعلن ثلاثة أعضاء في الناتو أنهم يعارضون بدء خطط الطوارئ لتركيا إذا ما هوجمت من العراق وفقا لما ذكره روبرتسون وقد سجلت كل من بلجيكا وفرنسا وألمانيا معارضتها للطلب الذي تقدمت به الولايات المتحدة وكانت واشنطن قد قدمت طلبها للحلف من أجل مساعدة تركيا في أوائل كانون الثاني - يناير وهو طلب يشتمل على نقل صواريخ باتريوت لتركيا وتعزيز قدرات الانذار في تلك الدولة . وحول الجهود الدبلوماسية اعرب الرئيس الصيني جيانغ زيمين أمس الثلاثاء في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن دعم بلاده للاقتراح الفرنسي الالماني الروسي بتعزيز عمليات التفتيش في العراق وفق ما افادت وكالة انباء الصين الجديدة . وقال جيانغ ان عمليات التفتيش في العراق فاعلة ويجب ان تتواصل وتتعزز لوضع القرار 1441 «الصادر عن مجلس الامن الدولي» موضع التنفيذ . ومضى يقول الحرب لا تنفع احدا ومن مسؤوليتنا ان نتخذ الاجراءات الكفيلة بتجنب وقوعها. ويعقب موقف الرئيس الصيني تصريحا صدر عن الناطق باسم وزارة الخارجية زهانغ كيوي قال فيه ان بكين تؤيد اي تحرك يساهم في ايجاد حل سياسي للازمة العراقية.
وقال زهانغ خلال مؤتمر صحافي لقد اطلعنا على اعلان فرنسا وروسيا والمانيا الداعي إلى بذل مزيد من الجهود في عمليات التفتيش الدولية . وقال جيانغ زيمين بما ان رئيسي المفتشين عن الاسلحة اعلنا انهما بحاجة إلى مزيد من الوقت لمواصلة عمليات التفتيش اعتقد ان هذا سيكون منطقيا وان على جميع اعضاء الاسرة الدولية ان يبذلوا جهودا في هذا الاتجاه. وحول التطورات التي تشهدها عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق قال الناطق باسم خبراء نزع الاسلحة الدوليين في العراق ان المفتشين سيتلفون اليوم الاربعاء اربع حاويات من غاز الخردل وعشر قذائف من عيار 155 ملم ورد ذكرها في تقارير لجنة التفتيش السابقة العام 1998 وعثر عليها في المكان ذاته. واوضح الناطق هيرو يوكي في بيان ان الخبراء عثروا على القذائف والحاويات في الرابع من كانون الاول - ديسمبر 2002 في المثنى على بعد 140 كيلومترا شمال بغداد واوضح ان اتلافها من جانب خبراء كيميائيين في الامم المتحدة وفريق عراقي يفترض ان يستغرق اربعة ايام إلى خمسة.
وعبّر الرئيس الامريكي جورج بوش عن «خيبة أمله» من قرار ألمانيا وبلجيكا وفرنسا عرقلة تقديم مساعدة من حلف شمال الاطلسي لتركيا في حال اندلاع حرب في العراق، لكن واشنطن سعت في الوقت نفسه الى التقليل من خطورة هذه الأزمة. وفي تصريحات تستهدف فرنسا بالتحديد، قال بوش إن هذا الموقف ينم عن «قصر نظر». وأضاف الرئيس الامريكي خلال استقباله رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد في البيت الابيض «أشعر بخيبة أمل لأن فرنسا تمنع الحلف الاطلسي من مساعدة بلد مثل تركيا على الاستعداد». وأضاف «لا استطيع تفهم هذا القرار الذي يؤثر سلبا على الحلف الاطلسي»، معبرا عن أمله في أن تقوم فرنسا «بإعادة النظر» في موقفها، وتحاول الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي من خلال اجتماع آخر رأب خلاف شديد بشأن الاستعدادات لشن حرب على العراق وهو خلاف هز أركان أكبر وأقوى تحالف دفاعي في العالم، فيما رأت صحيفة بريطانية ان موقف باريس وبروكسل الذي انضمت اليه ألمانيا، شكل صفعة كبيرة لواشنطن وبالتالي للندن حليفتها الرئيسية في ملف العراق. ومن ناحية اخرى وضعت فرنسا وروسيا وألمانيا في باريس خطتها البديلة لخطط الحرب الامريكية المتمثلة في تكثيف عمليات التفتيش عن السلاح في العراق وبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية وإتاحة المزيد من الوقت، والدول الثلاث اعضاء في مجلس الامن وتتمتع فرنسا وروسيا بحق النقض «الفيتو» الذي يمكنه ابطال اي قرار من الامم المتحدة يصرح بالحرب.
|