نرتدي ماهو لعوراتنا ساتر، وأغلب الظن اننا نرتدي ما نخفي به عيوبنا، ونظل نقطع الوهاد بتمايل مُغرٍ.. وتناسق مثير، طالما اننا نتزيى برداء واق، ولباس.. فكيف بنا لو تجردنا من أرديتنا!! هل سنجرؤ على السير، وقطع الوهاد؟ ينتابني شك في ذلك.
بماذا نبرر رواج سوق المساحيق التجميلية، وتعدد ماركاتها، وتنوعها!!
بماذا نبرر دعاياها المتكررة، وإغراءها المحنط، وإلى من نحيل تراكم الأصباغ، وتعدد منتجيها، أليس لأننا اعتدنا على اخفاء عيوبنا، وسترها ما أمكننا ذلك، وعدم رضانا التام عن هيئتنا التي نحن عليها.
نبرز للآخرين منهجا نتمثل به أمامهم، وندير له ظهورنا - في غفلة منهم -.
ألأنه منهج مغلوط، مشكوك في نزاهته، واستقامته؟
أم أن الماثلين أمامنا عرفوا بسوداوية النظرة، وعقم في الاستيعاب؟
كثيراً ما نقف أمام مفترق طرق متعددة، وينتابنا «وش».. من فوقنا «وش».. من تحتنا «وش».. وربما «أزيز».. وأظنه «صرير».
كيف نظهر لتلك سلوكيات تحبها فينا، وقد يرفضها «ذاك» منا.. وقد لا تكون هي ذاتها السلوكيات التي نحن على قناعة، ورضى بها.
أردية عدة ينبغي علينا امتطاءها، لا ارتداءها فقط.. رداء نلبسه لفلان، وآخر لذاك، وثالث لفلانة.! فأي الأردية أحق بأن تلبس؟ وهل هي بمقياس رضانا عنها، وموافقتها لأجسادنا.
وإن لم نرتد الرداء الذي يشتهيه فلان، أنكون في نظره عراة!؟
«أسامة» عار لأنه لم يرتد سلوكيات يحب «أحمد» أن يراها عليه.
وكذلك شأن «سهى».. مع «منال».
بكيني - شانيل - ميدي - مكسي.. أردية سلوكية لا ملبوسات فقط.
وقد تعددت الأردية السلوكية، بتعدد أذواق لابسيها، والناظرين إلى من يرتديها.. فاضطررنا إلى أن نبدو بمظهرين، أو إن شئتم برداءين، ربما إرضاء لغرور شخص ما.. وما نحن بمضطرين لارضائه.
إذاً أمامنا أن نطأ أرضية صلبة، وبثقة دون أن نلفت نظر أحد لمواطئ أقدامنا، وحفائرها، وذرات غبارها حين تطايرها.
لدينا سلوكيات إن أبرزناها للآخرين اشمأزوا منا، وفروا فهل من ضرورة لإظهارها..!!
مساحيق تجميلي قابعة فوق صدر تسريحة غرفتي، وحدي امتلك حق التعامل معها، أو التخلص منها.
قد تحتضن «البودرة» تربة فناء منزلي، فيتجانسانلن أسمح للخادمة بالاحتفاظ بها عند نيتي التخلص منها، وإن استأذنتني، خشية أن يتهمني زوجها حين عودتها، بإفساد سلوكياتها وهي التي لم يفض الكحل خجل عينيها، فكيف بالمساحيق!!؟
|