حكاية تضمنها كتاب كليلة ودمنة، يرددها على أسماعي صديق مولع بما حمله التراث العربي من إبداعات وعظات - للأسف أهملت وما عاد أحد يلتفت لها أسوقها وأسقطها على واقع العالم الذي نعيشه هذه الأيام.
والحكاية: أن نمراً كره قرداً وما عاد يطيق رؤيته، فكان كلما رآه صفعه على وجهه، قائلاً له: «البس الطاقية»، وجواب القرد دائماً: «ليس عندي طاقية».فتكرر هذا التصرف من النمر، فذهب القرد إلى الأسد شاكياً، فأرسل الأسد في طلب النمر،
وقال له: أتاني القرد شاكياً ضربك له بمناسبة وبدون مناسبة، فرد النمر: إنني أكرهه ولا أطيق رؤيته،
فرد الأسد: ولكن القرد «لا يملك طاقية» وأنت مصرٌّ على أن يلبس «الطاقية» ابحث عن سبب وجيه لضربه،
قل له مثلاً: أحضر لي تفاحة، وعندما يحضرها حمراء، اضربه وقل له: أريدها صفراء يا غبي، وهكذا!!
وذات يوم، التقيا، فقال النمر للقرد:
احضر لي عنباً، وما كان من القرد إلا أن سأله: أتريده أسود أم أخضر، عندها صفعه قائلاً:
«البس الطاقية».
هذا هو مجتمع الغاب!!
فهل شريعته التي تحكم العالم اليوم؟!
|