كعادته الفنان هاجد.. يتطرف لمختلف المواضيع التي تهم شرائح المجتمع وهناك قد صور، ذلك المسرع كالبرق في معرض تشكيلي مما يدل أن الإقبال على المعارض محدود جداً، وإن حصل فمرور الكرام، أي مجرد حضور عابر لأننا بمنتهى الصراحة، ليس لدينا أي ثقافة تشكيلية تذكر سوى معارض لمناسبة محددة وبشكل روتيني. ومن النادر أن يخترق هذا الصمت الرهيب، وإن حصل، وتفاءلنا خيراً نجد تركيز الإعلام محدودا وفي الوقت الضايع، فما يدعو للضحك المؤسف، أن يعلن إقامة معرض ما مع موعد استقبال اللوحات المشاركة، في وقت انتهاء الزمن المحدد، وهذه كثيرا ما تحصل، رغم ما تبذله صفحة الفنون التشكيلية بمتابعة الفنان والأستاذ محمد المنيف، إلا أنه لا يستطيع بأي حال من الأحوال تغطية كل شيء لوحده رغم اجتهاده الملحوظ، وهي حقيقة وليست ضربا من ضروب المجاملة أو حبرا على ورق، ومع هذا، نجد أننا في كثير من الأوقات نفوس مبدعة قد داهمها اليأس والملل، فلا فرص وظيفية للخريجين والخريجات، ولا بروز سوى للأسماء الرنانة، التي جاء البعض منهم في وقت كل شيء يكون من مبدأ «لابد أن يكون» أما الجيل الحالي إما أن يسعى بدون سكون لاصطياد أي فرصة ولو كانت في المريخ، أو أن يرتدي قناع المصالح المشتركة ويصعد على سلم الوصولية التي توصل من لا يستحق في زمنها، يضيع جهد الواعدين والواعدات بلا هدف محدد، رغم التفاؤل بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين، إلا أن هنالك مساحة واسعة من الإحباط فحملة بكالريوس التربية الفنية، أيضاً ينطبق عليهم بحر كتيار لأنهم لا يحضرون المعارض الفنية إلا نادراً وإن حضروا فعلى مكوك فضائي سريع، فهل بعد ذلك نتعجب خلو المعارض من المتذوقين؟!
فاطمة سعد الجوفان/كاتبة وفنانة تشكيلية
|