|
|
من معصم الزمان انبثق.. ومع قطار الأيام أقبل.. وبوجه اعتاد أهلي استقباله طلّ هو علينا.. إذ ذاك هو العيد. «العيد» اسم رائع عذب يزين قائمة أسماء أيامنا.. ولسواد عيني ذاك الزائر.. اعتادت قلوبنا ان تفرح.. واعتادت أكفنا أن تتصافح.. ذاك اليوم تهانٍ حارّة ودعاءٌ أشدُّ حرارة نابعاً من جوف صدورنا تعطره ابتسامة ترفرف فوق شفاهنا.. تزيد فرحة والدي فرحة.. وفرحة.. لكن قلبي..! فاق ما حدثتكم عنه؟! قبل مدة ليست بالطويلة.. قام ذاك القلب معلناً معارضته ورفضه وصفع وجه فرحتي بواقع الأمة.. بعدها فرش ملامح وجهي بكآبة لم يذق مرارتها حلقي من قبل ولم أشم رائحتها قط! وعبثاً.. حاولت أن أكتم أمر مرارتي وأخفق أنفاسها وأواري جثمانها بتربة عقلي.. وقلبي أيضا.. لكنه والدي بلحيته البيضاء وقلبه الكبير.. لهذا حزني.. اقترب مني وقذف بوجهي سؤالاً.. ما بالكِ.. أو لستِ فتاة تملكين خيالاً عذباً وأحلاماً كبيرة؟! أين تلك الضحكات التي كنتِ تُسمعينها لأرجاء البيت كله؟! أين تلك الابتسامة التي تفرحه ولا شك؟! أين.. أين.. بل أين العيد منكِ.. وأين أنتِ من العيد..!! عذراً يا والدي.. كيف عيدي وأيتام المسلمين في المخيمات يتجرعون مرارة الجوع.. ويكتوون بسياط البرد.. وينامون ويستيقظون على اذاعات التنصير.. وغدر الصليب وسطوته.. كيف عيدي وصيحات المسلمات في السجون لم.. ولن تبارح حدود أذني أجسادهن أسيرة.. كرامتهن مبتذلة.. وأعراضهن منتهكةُ رغماً عنهن.. آن لبحر النسيان أن يُجلّل تربة عقلي.. وفؤادي وهي أرضي وتاريخ أجدادي.. وأمجاد أحفادي.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |