Tuesday 11th february,2003 11093العدد الثلاثاء 10 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وقفات مع الحج وقفات مع الحج
د. زيد بن محمد الرماني/المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام

إنّ الحج فريضة عظيمة وشعيرة فخيمة وزمان للغفران ومكان لدحر الشيطان يمحو الله لعباده صحائف السيئات فإذا بها صارت حسنات، كرما من الله وجوداً وإحساناً وتلطفا منه جلّ جلاله وبراً وغفراناً، فما أحرانا ان نتعرض لهذا المكرم العظيم ونرد البيت الحرام حينا بعدحين عسى أن نكتب في السعداء الفائزين.
الوقفة الأولى: وصية للحاج: قال بعض السلف لمن ودّعه: اتق الله فمن اتقى الله فلا وحشة عليه، وقال آخر لمن ودعه للحج: أوصيك بما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً حين ودّعه: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة بالحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وهذه وصية جامعة لخصال البرِّ كلها، ولأبي الدرداء رضي الله عنه:


يريد المرء أن يؤتى مناه
ويأبى الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله أفضل ما استفادا

ومن أعظم ما يجب على الحاج اتقاؤه من الحرام وأن يطيب نفقته في الحج وأن لا يجعلها من كسب حرام.
الوقفة الثانية: أخلاق الحجّ: مات رجل في طريق مكة فحفروا له فدفنوه ونسوا الفأس في لحده فكشفوا عنه التراب ليأخذوا الفأس، فإذا رأسه وعنقه قد جمعا في حلقة الفأس، فردوا التراب عليه ورجعوا إلى أهله فسألوهم عنه فقالوا: صحبه رجل فأخذ ماله فكان منه يحج ويغزو:


إذا حججت بمال أصله سحت
فما حججت ولكن حجّت العيرُ
لا يقبل الله إلا كل طيبة
ما كل مَنْ حجّ بيت الله مبرورُ

ومما يجب اجتنابه على الحاج وبه يتم برُّ حجه أن لا يقصد بحجه رياء ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به الا وجه الله ورضوانه ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه.
الوقفة الثالثة: السفر للحج: قال رجل لابن عمر رضي الله عنه: ما أكثر الحاج، فقال ابن عمر: وما أقلهم ثم رأى رجلا على بعير على رحل رث خطامه حبل فقال: لعل هذا، وقال شريح: الحاج قليل والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه.


خليلي قطاع الفيافي إلى الحمى
كثير وأما الواصلون قليلُ

الوقفة الرابعة: إحرام الحاج: قال بن عمر رضي الله عنه لرجل رآه قد استظل في إحرامه: اضح لمن أحرمت له أي ابرز الضحى، وهو حر الشمس:


أتاك الوافدون إليك شعثاً
يسوقون المقلدة الصوافٍ
فكم من قاصد للرّب رغباً
ورهباً بين منتعلٍ وحاف

الوقفة الخامسة: الحجاج: رأي بعض الصالحين الحاج في وقت خروجهم، فوقف يبكي ويقول: واضعفاه، وينشد على أثر ذلك:


فقلت دعوني وأتباعي ركابكم
أكن طوع أيديكم كما يفعل العبدُ

ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول الى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟ يحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن.
الوقفة السادسة: دعاء الحجيج: ينبغي للمنقطعين طلب الدعاء من الواصلين لتحصل المشاركة:


ألا قل لزوار دار الحبيب
هنيئا لكم في الجنان الخلود
أفيضوا علينا من الماء فيضاً
فنحن عطاش وأنتم ورود

الوقفة السابعة: ركائب الحج: لئن سار القوم وقعدنا وقربوا وبعدنا فما يؤمننا أن نكون ممن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين:


لله دّر ركائب سارت بهم
تطوي القفار الشاسعات على الدُّجا
رحلوا إلى البيت الحرام وقد شجا
قلب المتيّم فهمو ما قد شجا
نزلوا بباب لا يخيب نزيله
وقلوبهم بين المخافة والرّجا

الوقفة الثامنة: السير الى الحج:


ياسائرين إلى البيت العتيق لقد
سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا
ومَنْ أقام على عذر كمن راحا

فربما سبق بعض مَنْ سار بقلبه وهمته وعزمه بعض السائرين ببدنه.
الوقفة التاسعة: رسائل الحجيج: يا سائرين إلى دار الأحباب قفوا وتحملوا معكم الرسائل:


يا سائرين إلى الحبيب ترفقوا
فالقلب بين رحالكم خلّفته
مالي سوى قلبي وفيك أذيته
مالي سوى دمعي وفيك سكبته

الوقفة العاشرة: خيرية الحج: قال عمر يوماً وهو بطريق مكة: تشعثون وتغبرون وتضحون، لا تريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا، ما نعلم سفراً خيرا من هذا، يعني الحج!!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved