عززت الكلمات الخيِّرة التي استمع لها المسلمون في أنحاء العالم كافة يوم عرفة، من فضيلة مفتي المملكة، عززت الإحساس القوي بالوحدة الذي يتحقق في الوقفة على صعيد عرفة..فقد جاءت خطبة سماحة المفتي في مسجد نمرة متسقة مع أجواء المكان الذي اجتمع فيه أكثر من مليوني مسلم بينما تابعهم أكثر من مليار آخرين في أنحاء العالم الاسلامي، كما جاءت مواكبةً لظروف التهديدات التي تستهدف العالم الاسلامي لتؤكد للمسلمين فداحة ما يُدبر لهم، وأن المستهدف هو دينهم في المقام الأول وليس بعد ذلك من استهداف، فديننا هو محور أمرنا وشأننا كله.
وجاءت الرسالة واضحة مؤكدة على أهمية الترفع عن الخرافات والفتن من أجل الانتباه إلى عظائم الأمور التي يجري تدبيرها ضد الأمة، والأمر هنا يتناول طائفة واسعة من المسائل التي تستهدفها تلك المخططات من ديننا القويم إلى مناهج التعليم مروراً بالاقتصاد.
إنها دعوة لصيانة أمن الأمة من كيد الأعداء مثلما هي دعوة لاستنهاض الهمم وإطلاق الملكات الكامنة واستغلال الإمكانات للخروج من حالة الأمة المستهلكة إلى الأمة المبادرة التي تستجمع قواها كي تتبوأ المركز المتقدم بين الأمم وبما يهيىء لها الإسهام بجدٍّ في البناء والتقدم الحضاري الانساني..
إن السبيل للخروج من الحالة السلبية إلى آفاق الايجابيات تكون بالعودة إلى الدين وبالتكاتف بين أبناء الأمة وبالوعي والانتباه إلى ضرورة احراز النقاط اللازمة في مضمار السباق الحضاري بالإفادة أيضاً، مما يجري حولنا وتكريس المزايا التي تتمتع بها الدول الاسلامية في مجال الاقتصاد والقوى البشرية إلى ما يدفع بالأمة ككل في طريق التعافي الاقتصادي والرفه الاجتماعي وبالتالي تخيُّر أفضل السبل والوسائل التي من شأنها تحقيق التكامل بين المرافق القائمة في كل بلد وفي مختلف المجالات بحيث تتحقق الفائدة القصوى لمختلف جهود وإمكانات الدول الاسلامية.
|