* تحقيق مسفر القحطاني - منصور السعيدان:
صلة الأرحام وزيارة الأصدقاء هدي نبوي ونهج شرعي، وسمة من سمات مجتمعنا الاسلامي الذي يأمر بالتكافل والتواد والتراحم، ومع التطور التكنولوجي الكبير في الزمن الحاضر ومع ظهور موجة الاتصالات كان لابد لنا ان نتلمس آثارها الاجتماعية خاصة في مثل هذه الأيام المباركة التي نستقبل فيها عيد الأضحى المبارك وسنتناول في هذا التحقيق موضوع التهنئة برسائل الجوال في الأعياد بين القبول والرفض.
في البداية تحدث عبدالعزيز السعيدان موضحا ان من سلبيات استخدام رسائل الجوال في التهنئة بالعيد أنها أحدثت قطيعة بين الناس إذ ان الكثير منهم جعلها وسيلة للتهنئة والمعايدة بديلا من الزيارة والمصافحة والمصيبة ان كثيراً من الناس يرسل الرسالة ولا يعلم هل وصلت أم ان جهاز زميله منقطع أو لا يستقبل رسائل عربية وهنا تقع المشكلة.
ومن سلبياتها كذلك أنها تدعو الى الكسل والانشغال بها وديننا الحنيف يحث على الجد والنشاط والتواصل وعدم الفرقة. تأمل قوله صلى الله عليه وسلم «إذا التقى المسلمان وصافح بعضهما بعضاً تساقطت ذنوبهما من بين أصابعهما» أو كما قال صلى الله عليه وسلم..
فلاشك ان الرسالة حرمته من هذا الفضل العظيم.
المصافحة والسلام
كما يضيف محمد بن دخيل القحطاني حول هذا الموضوع ان العيد دعوة الى الألفة والاجتماع والالتقاء والسلام الذي يشيع في قلوبنا مشاعر المحبةوالتآخي والتسامح والصفاء، وفيه تغمرنا فرحة عظيمة وتأبى قلوبنا إلا ان يشاركنا هذه الفرحة من حولنا أقاربنا وأحبابنا وأصحابنا فتكثر الزيارات واللقاءات. ما أجمل العيد وما يحمله لنا.
وعلى الرغم من ذلك فإننا نخجل مما عم وانتشر في زماننا هذا من تبادل التهاني بالعيد بعبارات مزخرفة قصيرة ترسل عبر جهاز الجوال.
ولسان حالهم يقول:«الحمد لله لقد قمنا بالواجب». أي واجب هذا فليعلم هؤلاء أنهم حرموا أنفسهم أجراً عظيماً فشتان بين أناس التقوا ووجوههم تعلوها البشاشة والفرح وألسنتهم تنطلق بالسلام والتهاني والتبريك وأيديهم تتصافح وتتشابك وأنفسهم تجود بالعطاء والهدايا وبين أناس أرسلوا كلمات لباسها الزخرفة ومضمونها القطيعة كتبت على شاشة الجوال.
فحري بنا ألا نحرم أنفسنا من لذة اللقاء والتصافح والسلام والاحساس بصلة الأخوة وصلة القرابة والمحبة الصادقة.
تزيد المحبة
للبعيدين فقط
يحيى قوزين يخالف من سبقه في الحديث حيث يذكر ان هذه الرسائل من وسائل الاتصال الحديثة وأنها أداة للتواصل وليست للقطيعة حيث يمكننا عن طريقها تهنئة الاخوان وارسال التهنئة والسلام لمن هم بعيدون عنا وفي دول ومدن أخرى ولا يستطيع الانسان الوصول اليهم بسهولة.
ضغط الاتصالات في المواسم
كما يذكر منيع العسيري ان انتشار التهنئة برسائل الجوال تأتي عادة بسبب ضغط الاتصالات الذي يحدث في المواسم وعدم قدرة الأشخاص على الاتصال هاتفيا بالأقارب والأصدقاء والزملاء مما يضطر الشخص منا الى استخدام الرسائل لكي تؤدي الغرض المطلوب. وهذا من وجهة نظري ما يدعو كثيراً من الناس الى استخدام الرسائل في التهنئة.
ويقول محمد الربيعة: قبل دخول الجوال للخدمة كنا نرى كيف يتم التواصل بين أبناء المجتمع وخاصة في الأعياد والآن الملاحظ أنها بدأت تقل بسبب الاعتماد على رسائل الجوال في التهنئة والسلام مما يسبب بعداً قد لا يتضح مداه إلا في المستقبل.
ويضيف علي الهزاني :«بأننا الآن نعيش في عصر الاتصال والسرعة والعولمة والتجديد ولكن من الخطأ ما نجده في الآونة الأخيرة من استخدام رسائل الجوال في التهاني والسلام والتواصل عوضاً عن زيارة الأقارب والأصدقاء فأصبح الانسان منا لا يقابل زملاءه وأصدقاءه حيث يمضي وقتاً طويلاً يتعدى مداه السنة أحيانا دون أن يقابل أحدنا الآخر فيأتي العيد بفرحة اللقاء فنفوت هذه الفرصة علينا ونعوضها برسائل الجوال التي أصبحنا كالمغتربين الذين يهنئون أبناءهم وأهاليهم برسائل على الورق وعبر جهاز الجوال.
ويقول فهد مشحن الحربي: ان رسائل الجوال من أجل المعايدة تعتبر احد قنوات الاتصال الحديثة ولكن يجب أن نقيد استخدامها لمن يصعب الوصول اليه لطوال المسافة أو احد العوائق الأخرى، أما المحيطون بنا فيجب أن نصلهم وننقل معايدتنا لهم شخصيا حتى يتحقق الهدف الديني والدنيوي من المعايدة.
|