* قبرص - بغداد - الوكالات :
اختتم كبيرا مفتشي الأسلحة التابعون للامم المتحدة زيارتهما الى العراق ووصلا الى قبرص أمس الاثنين وقالا إن الزيارة كانت مشجعة وبدأ خلالها تغيراً حقيقياً محتملاً في موقف العراق.
وأجرى هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات استمرت يومين مع المسؤولين العراقيين قبل تقرير مهم يرفعانه يوم الجمعة المقبل الى مجلس الامن حول سير عمليات التفتيش في العراق قد يقلص الفترة المتبقية على بدء العد التنازلي لهجوم محتمل بقيادة الولايات المتحدة على بغداد.
وقال البرادعي قبل مغادرة بغداد أمس الاثنين «حسنا.. وكما قلت .. نغادر ونحن نشعر بتفاؤل حذر ويحدونا الأمل ان نرى افعالا ملموسة في الايام الثلاثة المقبلة».
وقال البرادعي في وقت سابق انه وبليكس يريان «بداية تحول شامل من جانب العراق» في تعاونه مع المفتشين.
وقال البرادعي في مؤتمر صحفي أمس الاول «أوضحنا للعراقيين بجلاء أننا بحاجة الى تقدم سريع وتغير ملموس» لتفادي الحرب.وصرح بليكس بأن العراق وعد بالرد على مطالبهما بالسماح بتحليق طائرات يو 2 قبل ان يرفع المفتشون تقريرهم يوم الجمعة القادم.
وأوضح في ختام يومين من المحادثات مع المسئولين العراقيين أن على العراقيين مع ذلك أن يبذلوا جهدا أكبر من حيث «المضمون».
وقد قام بليكس والبرادعي بزيارة العراق قبل إطلاع مجلس الامن على مدى تعاون العراق يوم الجمعة المقبل. ولكن تصريحات بليكس كانت ترديدا لتلك التي أدلى بها في 27 كانون الثاني «يناير» الماضي بينما الضغوط تتصاعد من جانب الولايات المتحدة كي ينزع العراق أسلحة الدمار الشامل وإلا سيتعرض للهجوم. ولكن بليكس أكد أن هناك بعض التطورات الجيدة مشيرا إلى عدد من الوثائق قدمها المسئولون العراقيون خلال اليومين الماضيين.
وأوضح بليكس أن هذه الوثائق تضمنت معلومات إضافية عن برنامج الاسلحة المحظورة في العراق بما في ذلك الصواريخ وجراثيم الجمرة الخبيثة وغاز الاعصاب في أكس.
وقال إن بغداد وسعت نطاق مهام اللجنة التي شكلتها لتتبع الاسلحة المفقودة وشكلت لجنة أخرى للبحث عن الوثائق المفقودة، غير أن الولايات المتحدة لم تنبهر بالمحادثات الاخيرة.
من جهته قال العراق انه يأمل في حل أزمة مع مفتشي الامم المتحدة للاسلحة في غضون الايام القليلة القادمة تتعلق بعمليات مراقبة جوية بطائرات تجسس من طراز يو/2 فوق أراضيه.
وقال الفريق عامر السعدي المستشار بديوان الرئاسة العراقي في مؤتمر صحفي انه يأمل بحل المشكلة خلال الايام القليلة المقبلة قبل ان يرفع بليكس تقريره الى مجلس الامن الدولي في الرابع عشر من فبراير شباط الجاري.
وأضاف السعدي ان العراق يدرس ايضا إمكانية السماح بتحليق طائرات على ارتفاعات متوسطة ومنخفضة.
وقال السعدي إن العراق يتوقع من بليكس والبرادعي ان يكونا موضوعيين وان يقررا الحقائق كاملة ما كان منها في صالح العراق او ضده وان يتجاهلا الضغوط التي تمارسها بعض الاطراف.
وفي لندن اعتبر وزير الدفاع البريطاني جيف هون في مقابلة مع صحيفة «ذي غارديان» ان على المفتشين الدوليين ان «يكشفوا عدم تعاون العراق» في تقريرهم امام مجلس الامن الدولي الجمعة الذي سيكون يوماً «في غاية الاهمية».
وأضاف في المقابلة التي اجرتها الصحيفة التي تمثل اليسار الوسط «يتعين برأيي على (رئيس لجنة الامم المتحدة للمراقبة والتحقق والتدقيق - انموفيك) هانس بليكس ان يكشف في تقريره عدم تعاون العراق، وذلك عملا بالقرار 1441.
وأضاف ان هذا التقرير سيكون كافياً لاقناع المشككين بضرورة اعتماد قرار ثانٍ امام الامم المتحدة سواء كان يدعم اللجوء الى القوة أم لا.
وتابع «أعتقد ان الحجج السياسية والدبلوماسية لصالح اعتماد قرار ثانٍ مقنعة جدا»، ورأى انه بمجرد اعتماد القرار الثاني «سيزيد الدعم الدولي» لصالح اتخاذ اجراءات إضافية لحمل العراق على نزع أسلحته.
|