* برلين من رون بوبيسكي رويترز:
بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة دولية تستمر ثلاثة أيام إلى فرنسا حيث يجتمع مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك للبحث في كيفية إقناع الولايات المتحدة بعدم شن هجوم على بغداد ستهيمن عليها.
وينتظر أن يتصدر المحادثات اقتراح ألماني بتعزيز عمليات التفتيش للمواقع العراقية.
وفي ختام توقف في برلين مع زيادة النشاط الدبلوماسي بين أبرز المعارضين للحرب قال بوتين إن روسيا وألمانيا وفرنسا والصين متفقة عموما في معارضتها لاستخدام القوة.
وقال بوتين للصحفيين: «أعتقد أن كل من تابعوا عن كثب الموقف في العراق بامكانهم أن يروا أن مواقف روسيا وألمانيا وفرنسا تقريبا واحدة في هذه القضية».
وأضاف أن «وزراء خارجيتنا ومندوبينا في الأمم المتحدة ينسقون مواقفهم.
وتنتهج الصين أيضاً موقفا مماثلا».
وقال إنه ليس هناك «ما يحول دون مزيد من التنسيق» للتحركات مع فرنسا وألمانيا مضيفا أنه «ليس من الصواب» توليد مشاعر مناهضة للولايات المتحدة.
وقادت ألمانيا وفرنسا مقاومة أوروبية لخطط أمريكا لاستخدام القوة إذا ما رأت أنها ضرورية لضمان عدم امتلاك العراق لأي أسلحة دمار شامل وللإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
وتعارض روسيا التي تراودها الآمال في استرداد ديون مستحقة على العراق من أيام عهد الاتحاد السوفيتي السابق حربا مع العراق، لكن المحللين يقولون إنها ستعمل على تفادي تعريض التحالف الذي أقامته مع واشنطن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001 للخطر.
وقال وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك إن باريس وبرلين ترغبان في تعزيز عمليات التفتيش عن الأسلحة بقوات تابعة للأمم المتحدة وأنهما ستعرضان الخطة على مجلس الأمن يوم الجمعة المقبل وهو موعد تقديم مفتشي الأسلحة تقريرهم حول سير عمليات التفتيش.
وقال شتروك إن المبادرة تستند إلى اقتراحات تقدم بها وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان إلى مجلس الأمن تتضمن عرضا بتقديم طائرات استطلاع فرنسية لتعزيز عمليات التفتيش.
وأضاف شتروك أن ألمانيا قد تساهم في قوة تابعة للأمم المتحدة لدعم المفتشين.
وقال شتروك في مقابلة مع تلفزيون فينكس الألماني على هامش مؤتمر أمني يعقد في ميونيخ بجنوب ألمانيا: «نأمل أن ينظر مجلس الأمن إلى هذه المبادرة بشكل إيجابي في 14 فبراير».
ولم يشر بوتين إلى المقترحات، وقال شرودر إنه وبوتين عقدا «محادثات سادتها الصراحة.. لكن ليس هناك خطط علنية ولا سرية».
ورفض وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان التعليق على الخطة لكن مصدرا دبلوماسيا قال إن «سبل تعزيز نظام التفتيش يجب التوصل إليها.. وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل».
وقال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في مطلع الأسبوع إنه لم يخطر رسميا بالمبادرة الفرنسية الألمانية.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه «أمر غير عادي» ألا يتم إبلاغ رامسفيلد بالخطة.
وتقول الولايات المتحدة إن الرئيس العراقي خدع المفتشين الذين يقومون بمهامهم بناء على قرار لمجلس الأمن يحث بغداد على نزع أسلحتها أو مواجهة «عواقب وخيمة».وفي مقابلة مع التلفزيون الفرنسي أذيعت يوم الاحد قال بوتين إنه ليس هناك أحد يريد «تصفية حسابات مع الرئيس العراقي صدام حسين».
وأضاف: «ليس هناك ما يسمح لمجلس الأمن باتخاذ قرار بشأن تغيير نظام سياسي في أي بلد».
وقال: «على المجتمع الدولي مهمة واحدة وهي التأكد من عدم امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل أو العثور عليها وجعل العراق يدمرها».
|