* مدينة الفاتيكان من فيليب بوليلا رويترز:
وجه بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني نداء إلى العالم للسلام من أجل تجنب حرب في العراق وأوفد مبعوثا في مهمة سلام إلى الرئيس العراقي صدام حسين في محاولة لإقناع العراق بالتعاون مع المجتمع الدولي.
وقال الفاتيكان إن الكردينال روجيه ايتشيجاراي وهو فرنسي سبق له أداء العديد من المهام الدقيقة مبعوثا للبابا وصل أمس إلى بغداد.
وقال الفاتيكان في بيان إن مهمة المبعوث تهدف إلى إظهار قلق البابا بشأن الوضع ومطالبة «السلطات العراقية بالتفكير جديا في الحاجة لتعاون دولي فعال يستند إلى العدالة والقانون الدولي بهدف ضمان أن ينعم الشعب العراقي بالسلام».
وهذه هي أكثر الخطوات التي اتخذها البابا أهمية حتى الآن لمحاولة نزع فتيل الأزمة.
وفي وقت لاحق صرح يواكين نابارو فالس المتحدث باسم الفاتيكان لرويترز بأن ايتشيجاراي الذي يقوم بثالث مهمة له في العراق مبعوثا من البابا خلال 15 عاما سوف يسلم رسالة شخصية من البابا للرئيس العراقي.
وأوضحت صياغة بيان الفاتيكان الرسمي أن ايتشيجاراي سيبلغ العراقيين بضرورة التعاون الكامل مع مفتشي الأسلحة.
وقال البابا البالغ من العمر 82 عاما في ندائه من أجل السلام «في هذا الوقت من القلق الذي يسود العالم نشعر بالحاجة للتوجه إلى الله والابتهال له كي يسبغ علينا نعمة السلام».
وبذل الفاتيكان سلسلة من الجهود الدبلوماسية خلال الأسابيع الماضية في محاولة للحيلولة دون نشوب حرب.
وكان البابا قد التقى بوزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر يوم الجمعة وأصدرا عقب اللقاء نداء مشتركا من أجل السلام، كما ينتظر أن يلتقي البابا يوم الجمعة بنائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في وقت لاحق من هذا الشهر.
وكان بابا الفاتيكان قد اتخذ موقفا من شأنه أن يوقع الصدام بينه وبين واشنطن بإعلانه أنه لن يعتبر أي هجوم على العراق «حربا عادلة» وبتحذير العالم من عواقب مثل تلك الحرب.
وكان كبير الأساقفة ريناتو مارتينو الذي خلف ايتشيجاراي في منصبه رئيسا لإدارة العدل والسلام في الفاتيكان قد قال الأسبوع الماضي إن نشوب حرب سيؤدي إلى اطلاق أعمال إرهابية وقتل مدنيين.
وقال مارتينو في مقابلة مع رويترز إن الأدلة التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول لإثبات حيازة العراق المزعومة لأسلحة الدمار الشامل كانت غير مقنعة وتتسم بالغموض.
وكانت مجلة «تشيفيليتا كاتوليكا» التي تصدر بعد موافقة وزارة الدولة في الفاتيكان على ما تنشره قد كتبت الشهر الماضي أن هناك دوافع اقتصادية للحرب التي تسعى واشنطن لشنها على العراق وأن مثل تلك الحرب ستفجر أعمالا إرهابية وتزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.
|