يقول المثل «إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه» وبسقوط الهلال في البطولة الخليجية سيظهر العديد من الآراء والانتقادات منها الصحيح الذي سيشخص التدهور الهلالي ومنها العاطفي ومنها الذي يصطاد في الماء العكر من وقع كرهه لهذا الكيان: فهناك من سينتقد الإدارة وهناك من سينتقد الجهاز الفني وهناك من سيصب جام غضبه على اللاعبين فاسمحوا لي بأن أدلي بدلوي فإن كان فيه صواب فمن توفيق الله لعبده وان كان فيها قصور فإني اعتذر مقدما على هذا. إدارة راقية واعية وتدعم الفريق، جهاز فني على مستوى عال، لاعبون مقتدرون تتمناهم جميع الأندية يملكون من المهارة والخبرة الشيء الكثير، جماهير داعمة فأين المشكل إذاً؟
قد يختلف الكثير معي بما سأقوله ويعتبرها جزئية بسيطة ولكني أجزم بأن «القشة التي قصمت ظهر البعير» وأدت إلى تدهور الفريق هي إعادة تسجيل اللاعبين حسين المسعري ومحمد لطف بعد تنسيقهما مع احترامي الكبير لهذين اللاعبين اللذين خدما الهلال لسنوات كثيرة كان يفترض بعدها تكريمهما بحفل يليق بهما بدلاً من إعادتهما من الأرشيف فهذه الخطوة من الإدارة قضت على روح التنافس والجدية لدى اللاعبين الكبار قبل الصغار.
فاللاعبون الحاليون باعتبارهم لاعبي منتخب وذوي تاريخ كبير يرون انهم ضمنوا الخانة أساسيين بالفريق ليس هذه الأيام فقط بل بعد ان يتم تنسيقهم لعدم وجود البديل ولذلك الشعور بروح التنافس أصبح معدوماً لديهم لا جدية في التمارين وبالتالي المباريات.
هناك من سيقول انه كان يكفي الفريق يوم الخميس التعادل فقليل من الحماس كان كفيلاً بالظفر بالبطولة! ليس لدي أدنى شك ان اللاعبين كان لديهم الحماس في الظفر بالبطولة يوم الخميس ولكني بنفس الوقت لا أعتقد أنه بيد اللاعب أثناء المباراة أو قبل المباراة بساعات ان يقرر انه سيلعب بحماس وجدية فهذا يحتاج إلى وقت كبير من الاستعداد البدني والجدية في التمارين بالإضافة إلى الاستعداد النفسي المتمثل بالاخلاص للفريق أولا والمقاتلة لضمان الخانة ثانياً باعتبار أنه لاعب محترف هذه وظيفته ومصدر رزقه. من شاهد الهلال في الدوحة وقبلها بالدوري فإنه لايرى إلا فريقاً متهالكاً يفيق لاعبوه من النوم عندما يدخل مرماهم هدف لعدة دقائق ومن ثم يغطون في سبات عميق فلا لياقتهم تساعدهم ان يلعبوا التسعين دقيقة برتم واحد ولا روح التنافس تفرض عليهم الجري في كل متر من الملعب لأنها انعدمت أساساً لعدم وجود البديل وبعد الرجوع إلى لاعبي الأرشيف والدليل على ذلك ان اللاعبين الذين تشعر ان لديهم الروح والجدية هم اللاعبون المنتقلون حديثا للفريق: الخثران والحربي وبدرا الذين يقاتلون لضمان الخانة بالفريق. فأول خطوات الاصلاح وانقاذ ما يمكن إنقاذه هو عمل حفل تكريمي للمسعري ولطف ومن ثم إعادة تنسيقهما. ثانياً اعطاء بعض اللاعبين إجازة ليس عن التمارين ولكن بوضعهم بالاحتياط أو حتى خارج التشكيلة لكي يعاودوا المقاتلة على الرجوع للفريق الأساسي.. وحتى لو أدى هذا إلى خسارة بعض النقاط في البداية ولكن في النهاية في أوقات الحسم والنهائيات فإن الفريق سيقطف ثمرة هذه الخطوة بإذن الله خاصة ان الهلال لديه يعد حوالي الشهر تصفيات آسيا التي لايوجد مجال للمقارنة بين الفرق المشاركة بها والفرق المشاركة في بطولة مجلس التعاون ومن ثم هناك نهائيات كأس ولي العهد وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين. التركيز على بناء القاعدة والتي عانت الكثير في السنوات الأخيرة. أخيراً أرجو من الهلاليين ألا يقسوا على الدعيع ويحملوه الخسارة بسبب هدف العربي فالفريق عموما بانهيار قبل البطولة ودخول ثلاثة أهداف في أربع مباريات نسبة عادية، وفي الأحوال العادية كان بإمكان الهلال تسجيل هدفين وثلاثة وليس فقط البحث عن هدف التعادل فالدعيع مازال يعاني من حمى كأس العالم الأخيرة وللأسف ان لا إدارة المنتخب قامت بحماية اللاعبين من الهجوم الهادم الذي تعرضوا له ولا إدارة الهلال حاولت مساعدة اللاعب بإعادة تأهيله نفسياً حتى يستعيد تألقه.
|