قرأت مقالا للأستاذ سلمان العُمري في جريدة الجزيرة رقم عددها «11082» الصادر في ملحق «آفاق اسلامية» يوم الجمعة 28/11/1423هـ بعنوان «لكبار السن والنساء» أشار فيه الى ما يكون في بعض الحافلات وغيرها من تخصيص مكان للنساء ومع ذلك يتسابق بعض الرجال عليه دون مراعاة لما يترتب عليه من احراج للنساء فلا تجد احداهن مكانا إلا ان تقف في الحافلة وربما كانت حاملة بطفلها.فأضم اليه صوتي فأقول: لاشك ان هذا السلوك يتنافى مع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» متفق عليه.
وها هنا سؤال لو سأله كل واحد منا نفسه فإننا قطعاً لن نرى هذه الظاهرة مرة أخرى.فلو أنك - يا أخي الكريم - كانت معك أمك في الحافلة أو زوجتك أو ابنتك فأولاً: هل ستجلس في تلك المقاعد وتدع أمك واقفة متعلقة كما يتعلق الرجال الواقفون؟! وهل تدع زوجتك أو ابنتك أو أختك كذلك؟!
فاستشعر إذاً أن النساء الأخريات ما هن إلا أخواتك فلا ترض إذاً أن تجلس وهن واقفات.
ثانياً: ألن تأخذ في نفسك على من جلس ولم يجعل لمن معك من النساء مكاناً؟!إذاً فأحب لأخيك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك وإلا فلن تنال كمال الايمان كما في الحديث السابق.وقد اقترح الأستاذ العُمري عقوبةً على من يخالف..وأقول على أقل الأحوال: لو تكررت التعليمات اضافة الى تنبيه الموظف المختص على ذلك قبل تحرك الحافلة وأن يتدخل من يرى نساء قياماً، ورجالاً جلوساً، فإني أحسب ان هذه الظاهرة ستتلاشى لأن من لم يستشعر ما سبق فسيرد عنه الخشية من تدخل الموظف وتأنيبه أمام الناس، ولنتذكر دائما القاعدة النبوية:«وآتي الى الناس الذي تحب أن يؤتى إليك» أي عاملهم بما تحب أن يعاملوك به وكفى.
فهد التميمي/الرياض
|