تعيش بلادنا الغالية هذه الأيام وسط استعدادات مكثفة وجهود كبيرة من كافة أجهزة الدولة - أعزها الله - لاستقبال حجاج بيت الله الحرام الذين يفدون من كل أقطار العالم إلى هذه البقعة الطاهرة الآمنة - بإذن الله - لأداء فريضة الحج تلبية للنداء الخالد، نداء سيدنا إبراهيم- عليه الصلاة والسلام - حيث أمره بذلك الله - سبحانه وتعالى - فقال في محكم تنزيله (وأذِنْ في الناسِ بالحجِ يأتوكَ رجِالاً وعلى كلٍ ضامرٍ يأتيْنَ من كلِ فجٍ عميقٍ) صدق الله العظيم.
ويعتبر موسم الحج ميداناً يظهر فيه بوضوح المجهود الجبار الذي تبذله القيادة الرشيدة - حفظها الله - ممثلة في وزاراتها من أجل تأمين راحة وسلامة الحجيج.. ووزارة الصحة هي إحدى هذه الوزارات التي خطت خطوات كبيرة في تجهيز جميع المرافق الصحية بالعاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة بأحدث التجهيزات الطبية المتطورة والأدوية وتجهيزها بأسطول من سيارات الإسعاف الكبيرة المجهزة بأحدث التجهيزات الطبية لكافة المستشفيات والمراكز الصحية وتدعيمها بالكوادر البشرية المؤهلة واستحداث خدمة الإسعاف الميداني وذلك بتجهيز (75) سيارة إسعاف صغيرة مزودة بطبيب وممرضة لتعمل كغرفة عناية مركزة متنقلة على مدار الساعة بين الحجاج وأماكن سكنهم وتنقلاتهم لتقديم خدمات علاجية آمنة للجميع على مدار الساعة، وفق أحدث النظم الطبية العلاجية في العالم، وذلك بفضل الدعم اللامحدود من ولاة الأمر - حفظهم الله - وبإشراف ومتابعة من لدن معالي وزير الصحة والمسؤولين بالوزارة وبمنطقة مكة المكرمة.
وقد اكتلمت بحمد الله جميع الترتيبات الطبية والفنية والإدارية، وبدأ العمل في هذه المنشآت الصحية وفقاً للخطط والبرامج والاستعدادات الصحية التي سبقت موسم الحج، والتي تشمل كافة الجوانب العلاجية والوقائية والتوعوية بمشاركة عدد من الكفاءات البشرية المؤهلة (طبياً وفنياً وإدارياً) من منسوبي صحة العاصمة المقدسة ومن جميع مناطق المملكة يصل عددهم إلى أكثر من (9500) من منسوبيها، بالإضافة إلى مشاركة (600) طالب يمثلون (8) كليات و (12) معهداً صحياً من مختلف المناطق، كما استعانت الوزارة هذا العام بعدد (115) طبيباً وممرضة من الكوادر الطبية المتميزة (المسلمة)، من خارج المملكة من أمريكا وأوروبا وماليزيا، للعمل بغرف العناية المركزة والتخدير والطوارئ، في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة، التي تبلغ في مجموعها (14) مستشفى منها (7) في العاصمة المقدسة و (7) في المشاعر المقدسة «منى /عرفات» طاقتها الاستيعابية (3306) سرير يمكن أن تصل إلى (4231) سرير في حالة الطوارئ بالإضافة إلى (272) سريراً لحالات الإرهاق الحراري و(214) سرير للعناية المركزة و (25) وحدة تبريد، وبها عيادات لجميع التخصصات بالإضافة إلى الخدمات الطبية الأخرى والخدمات المساندة ومهابط الطائرات العمودية. بالإضافة إلى (94) مركزاً صحياً موسمياً بالمشاعر المقدسة موزعة على النحو التالي : (44) مركزاً صحياً في منطقة عرفات و (6) مراكز صحية في منطقة مزدلفة و (29) مركزاً صحياً في منطقة منى و (5) مراكز تحيط بجسر الجمرات و (72) مركزاً صحياً داخل وخارج العاصمة المقدسة و (5) مراكز صحية موسمية في أرجاء الحرم المكي الشريف.
وإني على ثقة إن شاء الله أن يقوم العاملون بهذه المنشآت الصحية بالمسئولية الملقاة على عاتقهم، وأن يوفقوا لترجمة هذه الجهود بتقديم أفضل الخدمات الطبية (العلاجية والوقائية والتوعوية) لحجاج بيت الله الحرام، وإبراز الخدمات الطبية الجليلة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وأن يتمم أعمالنا جميعاً بالنجاح والقبول. والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( * ) مدير الشئون الصحية بالعاصمة المقدسة
|