قالت رزان: سؤالٌ عابرٌ أبتي
وفي الحنايا لهيب الشوق يشتعلُ
يا ناظم الشعر لم تسكب قوافيَهُ
ما بالُ شعرِك هل ضاقت بك السبلُ
فقلت والشعر لا يأتي مراغمة:
الشعر يُقبل أحياناً ويرتحلُ
حيَّ الأحبة والحجاج إذ وفدوا
في موكب لج بالأصوات يبتهلُ
توافدوا قبلة البلدان أجمعها
وأنفقوا لسبيل الحج ما بخلُوا
واستبشروا بثياب الحج وانطلقوا
كل بما شرع الرحمن منشغلُ
والجمع إخوان دين ضمهم أملٌ
فالرأي متحد والجمع مشتملُ
أحلى من العقد أفواج مسلسلةٌ
كأن صورتهم موج إذا ارتحلُوا
تلك الجموع التي لا شيء يعدلُها
تكاد تقصر عن توصيفهم جملُ
والرافعون إلى الغفار أيديَهُمْ
فالدمع من خشية الرحمن منهملُ
فالدمع منهمر والقلب منخشع
وأصدق الحب ما جادت به المقلُ
قد فارقوا الأهل إيماناً وتضحية
قد فارقوا الأهل لا حلٌّ وَلا حللُ
في موقف حوله الرَّحْمَاتُ منزلةٌ
فالأمن ساد فلا فسقٌ ولا جدلُ
الذكر يشغلهم والله يحفظهم
لا خيَّب الله آمالاً لما عملُوا
أيامهم خير أيام وأفضلها
ولا يُرَدُّ لهم أمرٌ إذا سألُوا
وليحفظ الله من يسعى لخدمتِهم
في حسبة الله ما أعطَوْا وما بذلُوا
يا خادم البيت لا خابت مساعيكم
يا من مكارمكم تترى وتتصلُ
كم للحجيج بفضل الله منزلةٍ
يا طِيبَ منزلهم - خصاً - إذا قُبلُوا
يا قاصدَ الحج لن تعدم منافعَهُ
وعدٌ من الله لا خوفٌ ولا وجلُ
موفَّقٌ من جزاهُ الله مغفرةً
كذاك فاز بها ساداتُنا الأُولُ
ربُّ البريةِ لا تُحصى فضائُلهُ
بذكرِهِ تُفْرَجُ الكرباتُ والعِللُ
الخالقُ الرازقُ المرجوُّ رحمتُهُ
ومن نلوذُ به إن بارَتِ الحِيَلُ
من يعطِه اللهُ خيراً لا مردَّ لهُ
وسيِّئُ الحظ من أردى به الزلَلُ
قد يدركُ المجدَ ذا لب ويبلغُهُ
«وهل ينال المنى مَنْ طبعُه الكسلُ»
لا تركننَّ إلى الدنيا وزُخرفِها
إن الشقيَّ الذي قد غرَّهُ الأَمَلُ
وصية الله تقوى الله نحظ بها
وصية الله، قد وصَّى بها الرسُلُ
راجع حسابَكَ فالأعمارُ فانيةٌ
وليس يرجع إلا القولُ والعملُ
يا خالقَ الكونِ آمالي بكَ انعقدتْ
فيكَ الرجاءُ ومنكَ الخوفُ والوجَلُ